اقتباسات من كتاب أعلى مستويات التنوير

فالمحبة لا تعتمد على العاطفة، وهي مستقلة عن العالم. إذا كان الطرف الآخر يكنُّ لك الحب فهذا خير لك، وإن كان لا يبادلك الحب فإنك ستمضي في حبهم في كل الأحوال. لهذا فأنا أغدق على قطي بالحب مهما كان، وإن أعرض قطي يومًا عن حبي فهو الخاسر، لأنني لا أزال أحبه

إذن، يُغفر للإنسان في النهاية نتيجة لجهله العميق، فالإنسان سيحسن أفعاله إذا تحسنت معرفته. وليس بوسعه أن يحسن أفعاله إلا عندنا تتحسن معرفته، وبالتالي يكون تطور الوعي هو الوسيلة التي يتعلم من خلالها الإنسان تحسين معرفته.

عندما يستسلم المرء بكل جوارحه إلى الكيان الإلهي؛ شقائه وهنائه، وتحدياته وانتصاراته، وحبه وكرهه، وشجاعته ومخاوفه، عندئذ ستتبدل حياته.

إننا ننجو رغمًا عن العقل وليس بفضله.

إذن، فإن الواقع المطلق الذي تنبثق منه الحياة هو قوة مطلقة أُطلق عليها تقليديًا اسم الرب،

قال المسيح: «يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!»،

وأنني ألقيت اللوم على الرب، وهو أمر لا يزال يحدث مساء كل يوم في شريط الأخبار: لماذا سمح الرب بأن يحدث هذا لفلذة كبدي وأن تدهسه حافلة؟ أليس كذلك؟ ألم يسمع عن الكارما(1) قط؟

ظفرت المؤسسات الدينية بنصيب وافر من السلطة على السكان، وذلك بحرصها على ترويعهم. وبالتالي كان الرب أداة ترويع مطلقة. إن الشر المطلق في حقيقة الأمر هو الرب الشيطاني الوحشي الانتقامي الغيور المتشكك المتقلب المفتقر للأمان الذي نشأ من العهد القديم. وكان لدى هذا الرب مفضلون، وإن لم تكن من ضمن المفضلين لديه، كنت لأقول لك كان الرب في عونك، ولكن

‫ خشية الرب، أليس كذلك؟ تأتي خشية الرب من الجهل بحقيقة الرب. إذا كان الرب طاغية مهووسًا بذاته، لكان كل هذا منطقيًا. ولكن هذا التصور عن الرب هو ما كان سائدًا في الديانات القديمة الراسخة.

إنه يشرح أن الرب ليس الكيان الساخط ولا المنتقم الذي يتسبب في شعورنا بالعار والخوف والمعاناة. إنه في الحقيقة يشرح أن الألوهية هي حقل كهرومغناطيسي غير شخصي يتردد فيه صدى المحبة، وهي المصدر المطلق للخلق كافة.

‫ إن الجمال هو أحد السبل المباشرة إلى الرب، ومن خلال الجمال وجدت الرب