لم يخطئ الناظر العام ديدويه حين أطلق في 1865 حكمه هذا: سيكون رامبو عبقرياً، في الخير أو في الشر، أو فيهما معاً، وهو متفوق ولامع في سنواته الدراسية الأولى بــــــ "مؤسسة روسّا" منذ 1861، وفي "المعهد البلدي" منذ 1865، في شارفيل (في مقاطعة الأردن، شمال شرقي فرنسا). يحصد الجوائز المدرسية تباعاً، ويفوز بالمرتبة الأولى في "الامتحان الأكاديمي العام" في 1869، وينشر في 1870 قصائده الأولى: " هدايا رأس السن
العابر الهائل بنعالٍ من ريح: رسائل آرثر رامبو
نبذة عن الكتاب
حاولت في ترجمتي لرسائل رامبو أن أكون أمينًا لها قدر الإمكان، فهي تفوق أعماله الشعرية حجمًا وتمتد على فترة زمنية أطول مما استغرقه في كتابة الشعر. لم يكن هدفي مجرد استكمال معرفة القارئ العربي بالشاعر الملعون، بل وجدت نفسي متآلفًا مع هذه الرسائل منذ قراءتي الأولى لها، لأنها تجسد التيه والغربة، ذلك البحث المستمر عن الجذور بعيدًا عن راحة الاستقرار، والسعي وراء أجوبة جديدة لأسئلة قديمة، والعيش خارج إطار الإجابات الجاهزة والمطمئنة. هذا ما لم يستطع رامبو تحقيقه؛ فقد عاش في الغربة دون أن ينفتح عليها، ونظر إلى الشرق دون أن يراه حقًا، بل رفض التعايش معه، متقوقعًا في خيبته الكبرى، كأنه ينفذ طوعًا حكم الأشغال الشاقة حتى الموت. تعاملت مع هذه الرسائل كسيرة ذاتية، وكأنها "النص الأخير" الذي اضطر رامبو إلى كتابته رغمًا عنه. لذلك، كانت ترجمتي لها انتقائية، فلم تشمل جميع رسائله، بل ركزت على تلك التي توثق "فترة الصمت" بعد انقطاعه عن كتابة الشعر وانشغاله بالبحث عن الثروة على ضفاف البحر الأحمر. كما أضفت رسائل أخته إيزابيل وأمه، إلى جانب رسائل شخصيات عاصرته في تلك الفترة، وشهادات مستمدة من مذكرات شخصية أو الصحافة الفرنسية آنذاك، محافِظًا على ترتيبها الزمني. كان هدفي من ذلك تسليط أضواء متعددة على هذه المرحلة من حياته، بحيث تتباين الشهادات وتتقاطع، لتكشف تعقيد الواقع الذي عاشه رامبو، وهو واقع لا يمكن الإحاطة به من خلال رسائله وحدها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 258 صفحة
- [ردمك 13] 9789923404157
- دار خطوط وظلال
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
51 مشاركة