شكرا لأبجد على فرصة قراءة هذه الرواية فلقد بحثت عنها في المكتبات ولم أجدها. أحداث الرواية في بلد الوليد إسبانيا خلال القرن السادس عشر وتركز على الصراع بين اللوثرية نسبة إلى مارتن لوثر وبين الكاثوليكية ولقد اطلق على اللوثريين او البروتستانت لقب المهرطقين لاعتبارهم خارجين عن تعاليم الكنيسة ولقد تم محاكمة عدد منهم بطرق بشعة. الرواية ممتعة وانصح بالقراءة.
الهرطوقي
نبذة عن الرواية
هي ليست رواية ، هو نشيدٌ عن التسامح وتحرير الروح، تحكي "الهرطوقي" قصة رجل دفعه شغفه للغوص في أعماق الحياة. في هذا العمل، الحائز على جائزة بريميو الدولية، وهي أرفع الجوائز الأدبية في إسبانيا، يأخذنا ميجيل ديليبس إلى القرن السادس عشر، حيث علق مارتن لوثر أطروحاته الخمس والتسعين على باب إحدى الكنائس، مُطلِقًا شرارة حركة ستُقسِّم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. في ذلك الزمن، وُلِد سالثيدو، الذي تحدد مصيره منذ اللحظة الأولى بالثورة الدينية والسياسية التي اجتاحت أوروبا. فقد والدته أثناء ولادته، فحمله والده مسؤولية رحيلها، فنبذه وابتعد عنه، ليجد العاطفة والحنان فقط في مرضعته مينرفينا. نشأ في بيئة قاسية، لكنه شق طريقه ليصبح تاجرًا ناجحًا، ثم انضم سرًّا إلى حركة الإصلاح الديني التي بدأت بالانتشار في شبه الجزيرة الأيبيرية، المعقل التاريخي للكاثوليكية، حيث فرضت محاكم التفتيش الإسبانية قبضتها الحديدية، ملاحقةً الإصلاحيين بوحشية. عبر قصة سالثيدو، يرسم ديليبس صورة حيّة وقوية لتلك الفترة المضطربة من تاريخ إسبانيا، ويعيد، بدقة مذهلة وبأسلوب فني بديع، إحياء الأجواء الثقافية والاجتماعية لأوروبا آنذاك، حيث شكّل الاستبداد الديني فصلًا مظلمًا لا يُنسى في تاريخ القارة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 432 صفحة
- [ردمك 13] 9789776483446
- دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
يظل اليقين ثابتا راسخا ما دمنا راسخين في الجهل. و ما ان نبدأ رحلة المعرفة حتى يتزعزع هذا اليقين خطوة بخطوة حتى تصير الأشياء سائلة ثم تتحول إلى غازات طائرة لا مرئية. غير محسوسة في كثير من الأحيان. كلما ازدادت معرفتك كلما كان هذا وبالا عليك.
❞ كان يشعر بالقلق المبدئيِّ للمتمرد، والاضطراب، والحاجة لتوجيه أسئلةٍ. نام مُحمَّلًا بالشُّكوك، قلقًا، عارفًا بوجود عالمٍ آخر مختلفٍ عن ذلك الذي يوجد فيه، وربما كان عليه أن يعرفه. ❝
الإنسان ببساطه كالإلكترون في الذرة. لا ينفك يدور و يدور في مداره متطلعا إلى المدارات القريبة. يتوق دائما إلى التحرر من المدار دون أن يكف أبدا عن الدوران. يقول العلماء أن الإلكترون في المدارات الوسطى للذرة يكون ثابتا مستقرا. أما في المدار الأخير الأبعد عن النواة فالإلكترونات تتطلع دائما إلى الإستقرار بالقفز إلى مدارات أخرى في ذرات أخرى مما يؤدي لارتباط تلك الذرات ببعضها مكونة ما يعرف بالجزيئات.
هذا ما يحدث في عالم الذرة فماذا يحدث في عالم الإنسان؟ نفس الشيء. فالإنسان في المدار الأخير على حافة هذا العالم و يتطلع دائما إلى الإستقرار و من ثم تكوين الجزيئات. عفوا الصداقات و الروابط الإجتماعية.
❞ كان يبحث عن الكلمة المناسبة لوصف هذه الحالة، وعندما وجدها ابتسم ابتسامةً عريضةً وفَرَكَ يديه تحت الوشاح: أُخُوُّة؛ هذه هي الكلمة المناسبة، وهذا ما يعتقد أنه وجده بين زملائه في العقيدة. ❝
الإنسان هو ابن الإله و أبيه. صنيعته و صانعه. الإله في عقلنا و وجداننا قبل أن يأتي الوحي و الوحي نفسه هو منا و إلينا فلماذا نعقد حياتنا؟.
❞ آمن ببساطةٍ أن آلام المسيح وموته كانا أمرًا عظيمًا، حتَّى أنه يكفي لفداء الجنس البشريّ. ❝
سنموت حتما محملين بأوزارنا. تقول بعض الطوائف الدينية بوجود المطهر و هو مكان أشبه بالجحيم وظيفته عقابنا على تلك الخطايا و تطهيرنا منها لنكون جديرين بدخول الجنة و الملكوت. هل يتفق مذهبك مع هذا الكلام أم تنضم معنا لزمرة المهرطقين؟.
❞ لا يوجد مَطهر؛ لن يفيدنا سوى الإيمان بالمسيح ❝
البطل هنا آمن بالعقيدة الجديدة الناشئة في القرن السادس عشر و المسماة حينها باللوثرية و التي نتجت عنها العقيدة البروتوستانتية المتأثرة كثيرا باليهودية في أصلها و بالإسلام الضاغط حينها بقوة على أوروبا من ناحية الشرق و المنسحب في الوقت نفسه من ناحية الغرب.
❞ التَّبرير بالإيمان يكفي للخلاص. وهكذا، فإن المسيح هو مَنْ يفدينا، وليست أعمالنا. من يموتون في رحمته لا يتعرَّضون لمَطهرٍ ولا عقابٍ مؤقّتٍ من أيِّ نوعٍ: السَّماء هي مصيرهم. ❝
الرب يظل صامتا أبدا. يتعالى عن هذا الكون و لا يتواصل إلا عن طريق أشخاص معدودين في أجيال محظوظة ان صدقت هؤلاء الأشخاص و ملعونة ان كذبتهم. و في كلتا الحالتين فالعقل البشري يبقى قاصرا عن الفهم و الاستيعاب ناهيك عن الاختيار و الإتباع و التصديق.
❞ أمرٌّ من اثنين، يجب عليه أن يتمسَّك بعقيدته أو يرجع لعقيدة أسلافه، بيقينٍ أنه على حقٍّ. لكن، أين يُمْكن العثور على هذا اليقين؟ ذهنيًا كان يطلب من الرَّبِّ مساعدةً صغيرةً: كلمة، أو إشارة، أو إيماءة. لكن الرَّبَّ ظلَّ صامتًا، وبسكوته كان يحترم حريته. لكن، هل الإنسان بذكائه وحده يمكنه حلِّ هذه المشكلة العويصة؟ ❝
نطلب دائما من الرب أن يرسل إلينا الإشارات و هو لا يبالي و لا يتحدث -إن تحدث- بلغتنا. و نظل نفسر ما يحدث حولنا بقدر إيماننا به أو بعدنا عنه.
❞ هل كان كل هذا الطَّريق الذي قطعه بلا قيمةٍ؟ آه، يا إلهي –قال مُنقبضًا- امنحني إشارةً. ثقل عليه صمت الرَّبِّ الطَّويل، وقصور عقله، والحاجة الرَّهيبة لاتِّخاذ القرار بنفسه، بمفرده، في هذه القضية الحيوية. ❝
و في النهاية قد نجد أن لا ملجأ منه إلا إليه.
❞ يا إلهي، استقبلني لديك ❝
رواية ستأخذك بعيدا و قد لا تعود بعدها كما كنت أبدا.