للرجال أقوال أخرى

نبذة عن الرواية

من منا لم يخدعه مظهر؟ من منا لم ينضج مع الأيام، ويكتشف كم كانت الأحكام الأولى سطحية؟ ومع ذلك، ورغم النضج، ما زلنا بشرًا... أعيننا تسبق عقولنا في الحكم على الآخرين، فـ"العين تعشق كل جميل"، كما يُقال. لكن، كم مرة أثبت لنا الزمن أن الجمال الظاهري قد يخفي وراءه خدعة كبرى، وأن الصور التي نراها ليست سوى واجهات مصقولة يُتقن الناس ترويجها وتبادلها، كلٌّ بحسب حاجته وغايته؟ عزيزي القارئ، لا أشك أنك، مثلنا جميعًا، قد خُدعت يومًا—ربما وأنت طفل، وربما شابًا، بل وربما ما زلت تُخدع حتى اليوم. فهل هذا ضعفٌ فينا؟ أم أنه جزءٌ أصيل من فطرتنا البشرية التي تميل إلى التصديق قبل التمحيص؟ وإن كان عيبًا... فهل يمكننا تجاوزه؟ ربما لا يمكننا التخلّي تمامًا عن ميلنا الفطري للأحكام السريعة، لكننا قادرون على تقويم أنفسنا وتدريب أعيننا على التمهّل. فكم من مرة أخفى اللباس حقيقة صاحبه؟ وكم من وجهٍ باسِم كان يخفي جراحًا لا يعلمها إلا الله؟ فلنتذكّر دائمًا: "ليس كل ما يلمع ذهبًا"، ولننظر بقلوبنا، لا بأعيننا فقط.