إنانا والانقلاب الذكوري: السردية الأسطورية والثقافية لإلهة الحب والجنس والجمال
نبذة عن الكتاب
"إنانا" — أول رموز الحب والجمال في التاريخ الإنساني — لم تعرف طعم السكينة في حبّها ولا صفاءً في جمالها. فقد كانت تجسيدًا لأنوثة مبكرة، جريحة، هُشّمت على يد منظومة ذكورية صاعدة، شوّهت معانيها وحرّفت أسطورتها. قصتها لا تنحصر في عشقها المأساوي لـ "ديموزي"، بل تمتد جذورها إلى الألف السادس قبل الميلاد، حيث برزت إلى جانب "الإلهة الأم"، في زمن ما قبل التاريخ، حين كانت الأنوثة مركزًا مقدّسًا في الوعي الجمعي. لكن الانقلاب الذكوري الذي قاده "إله السماء – آن" لم يكتفِ بإزاحتهما، بل أعاد تشكيل صورة الإلهة في وعي الشعوب: من رمزٍ للحياة والخصب والبهاء، إلى صورة شرسة، مدمّرة، غامضة، ومضطربة. سنتتبّع في هذا البحث التحوّلات العميقة التي طالت إنانا: كيف تم تهميشها، ثم استبدالها لاحقًا بعشتار، وكيف تلاشت تدريجيًا لتذوب في طيف من الإلهات الهامشيات. وستشكّل ملحمتها مع "ديموزي" العمود الفقري لهذه القراءة، بوصفها رمزًا لتحوّل الأنوثة المقدسة إلى أنوثة جريحة. لقد تكشّف لنا أن إنانا قد تكون الرمز الأوضح للانقلاب الذكوري على "الإلهة الأم"، المَثَل الأوّل الصارخ لانحدار الألوهة المؤنثة. ففي تفاصيل حياتها وأساطيرها يمكننا أن نقرأ — وإن بشكل ضمني — مراحل هذا التحوّل، كيف تم، ولماذا، وما الذي تركه من أثر في النساء عبر العصور. لقد أُقصيت المرأة من دورها المقدس، وأُهينت عبر التهميش والتشويه، ولم يُسمح لها بالعودة إلى المشهد إلا تحت قيدٍ رمزي: أمًّا عجوزًا للذكور، في عزاءٍ شَكليّ لا يعيد لها شيئًا من جوهرها الأول.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 456 صفحة
- دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
72 مشاركة