موت وردة : سيرة المكان والناس وما خفي كان أعظم - محمد صالح البحر
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

موت وردة : سيرة المكان والناس وما خفي كان أعظم

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

لطالما كانت برودة المكان تسري في جسدي كقشعريرة مألوفة، أحيانًا أحتملها، وأحيانًا تضيق بها نفسي حتى تخنقني. لكنها الآن تضربني بعنف، كأن شيئًا ما انفجر في عمق هذا الصمت. أتخيل أن مارد الشيخ سليمان، المدفون منذ زمن بعيد في قاع النهر، داخل كوز صفيح محكم الإغلاق، قد استيقظ أخيرًا. انفلت بغضبه، حطم الكوز، وشطر ماء النهر بعنف لا يقل عن عصا موسى حين شقت البحر، أو كأنه أمرٌ ربّاني لا يرد. وها هو الآن، بعد رحلة طويلة عبر مجرى النهر حتى بلغني هنا، في صحراء لا حدود لها، يتجسد أمامي بكامل ضخامته وغضبه المكتوم، الذي لا يُفصح عنه إلا من خلال بردٍ قارس، جاء مع سواد الليل، ليغزو العشة، وسنّ الجبل، والصحراء من حولي. قمتُ بكسلٍ مرتعش، أبحث عن جلبابي الصوفي، ذهبت إلى الغرفة الضيقة الوحيدة في العشة، وانتزعته من داخل صندوق خشبي قديم، كان متخفّيًا خلف أعواد البوص الناشفة، التي ما تزال واقفة مكانها منذ جلبتها على كتفي من شاطئ النهر، على مراحل، وكأنها هي الأخرى تحمل ذكرى تعب قديم. لم يكن الجلباب جديدًا، فقد غزته الرقع الكثيرة التي لم تنجح في ستر كل ثقوبه، لكني رغم ذلك، همست لنفسي كما لو أنني أواسيه، وأمنعه من أن يلوم جسدي الراجف، أو الزمن الذي أضعف دفأه.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
2 1 تقييم
28 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية موت وردة : سيرة المكان والناس وما خفي كان أعظم

    1