الإنسان الذي يعتاد على خضوع الآخرين لمشيئته يمتلئ بالسخط في الأحيان التي يلقى فيها معارضةً. ويقتنع غريزياً بأن المعارضة شريرة وينبغي سحقها. لذلك هو أكثر تهيؤاً من المواطن العادي للجوء إلى الحرب ضد خصومه. وهكذا، وبالرغم من وجود استثناءات بارزة، نجد بصورة إجمالية أن من يحوزون أكبر قدر من السلطة هم الأكثر محبة للحرب، ومن يحوزون أقل قدر من السلطة هم الأقل ميلاً لكراهية الأمم الأجنبية.
دروب الحرية
نبذة عن الكتاب
اخترت أن أبدأ دراستنا بهذه التأملات العامة لأوضح منذ البداية أن ما قد يبدو من غضب أو عداء في الحركات التي سنتناولها، لا ينبع في جوهره من الكراهية، بل من الحب. نعم، من الصعب أن نحب من يؤذي من نحب، لكن هذا التحدي الإنساني لا يُعد مستحيلاً، بل يتطلب سعة أفق ورؤية متعمقة يصعب الحفاظ عليهما وسط صراع محتدم. وعندما لا يتمكن الاشتراكيون أو الفوضويون من التمسك دائماً بالحكمة والرؤية الواسعة، فإنهم لا يختلفون كثيرًا عن خصومهم من هذه الزاوية. لكن ما يميزهم حقاً هو الدافع الأخلاقي والمعنوي الذي يُلهمهم ذاك الرفض للظلم والخنوع له، وذلك الإيمان بإمكانية عالم أكثر عدلاً وكرامة. فبينما يرضخ البعض للنظام القائم، إما بجهل أو استسلام، يختار هؤلاء النضال انطلاقاً من الحب، لا من الحقد.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 192 صفحة
- [ردمك 13] 978-9933-38-573-6
- دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
67 مشاركة
اقتباسات من كتاب دروب الحرية
مشاركة من Mohamed Khattab
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
micheal salloom
كلام عظيم من راسل عن الكراهية التي تدفع الكثير من الماركسيين في طروحاتهم، والترجمة ممتازة، كتاب استثنائي فعلا في الفلسفة السياسية من ناحية عمق الطرح وسلاسته