أحفاد الباشا
تأليف
زياد طارق إبراهيم
(تأليف)
تنسج الرواية خيوطها حول ثلاثة محاور رئيسية، تمزج بين السياسة، الدراما الإنسانية، والحياة الفنية في زمن مضطرب.
المحور الأول يأخذنا إلى قلب فرنسا، حيث نتابع قصة الصحفي أنطوان وعلاقته المعقدة بمصطفى فاضل باشا، الشقيق الأصغر للخديوي إسماعيل. من خلالهما نغوص في دهاليز الصراع على حكم مصر، ونتكشف ماضي أنطوان الغامض، وما يحمله من خطايا ستتحول لاحقًا إلى لعنة تطارده وتقلب حياته رأسًا على عقب.
أما المحور الثاني، فينقلنا إلى مصر، حيث نعيش الأحداث من منظور الخديوي إسماعيل نفسه: طموحاته الضخمة، مشاريعه التي حلم بأن تنهض بمصر، ونظرته لأخيه وموقفه منه. وبينما يسعى لإحكام قبضته على الحكم، تتشكل مقاومة شبابية من خلفيات اجتماعية مختلفة، تتعاون مع ضباط من الجيش وموظفين بالدائرة السنية، بهدف الإطاحة به. إلا أن محاولاتهم تفشل، بفضل شبكة الجواسيس التي يديرها عبدالحفيظ طوماطر وعائلته، والذين يدينون بالولاء للخديوي. غير أن خيانة طوماطر ستقوده إلى مأساة شخصية، حين يضطر إلى التضحية ببعض من أبنائه.
المحور الثالث يسلط الضوء على عالم الفن، حيث نتتبع المسيرة الصاعدة للمطربة الشهيرة ألمظ، في بداياتها الفنية على يد الفنانة القديرة ساكنة بك، التي قررت الاعتزال. وتتعرف ألمظ لاحقًا على المطرب عبده الحامولي، الذي يشكل معها ثنائيًا أسطوريًا، ليصبحا صوت مصر الأبرز في تلك الحقبة. قصة ألمظ لا تخلو من التداخل مع عائلة طوماطر والمقاومة، في حبكة إنسانية مشوّقة.
وتختتم الرواية نهاية مأساوية: يسقط الخديوي إسماعيل كما سقط أخوه، كلاهما انتهى به الحال بعيدًا عن مصر، خالي الوفاض من العرش والحلم، بعدما أفنتهم السلطة وأبعدتهم عن وطن لم يمنحهما ما تمنّيا.