❞ الذكريات مثل سيل غدار، ما إن تفسح له قليلاً وتفتح له الباب ليتسرب القليل منه، حتى يفاجئك بهياجه الذي ربما سيقتلع الباب كله بعد قليل، ويصعب عليك السيطرة عليه ❝
ج
نبذة عن الرواية
يجلس محمد وعبدالله جنبًا إلى جنب في المقاعد الأمامية للسيارة، وقد غادرا للتو منزل أبي فهد. محمد خلف المقود، وعبدالله إلى جواره. يمد عبدالله يده نحو زر النافذة، يُنزل الزجاج الأمامي قليلاً، بالكاد فتحة، ثم يُخرج علبة سجائره من جيبه. يُشعل واحدة، وينفث أولى أنفاسه عبر الفتحة الضيقة، متجنبًا أن يملأ السيارة بالدخان. صوت محمد يأتي هادئًا، لا يرافقه نظر ولا حتى لمحة باتجاه عبدالله: «ترى أنا ما طمعت لا بفلوس ولا بشي... ولو تبيني أتنازل عن قيمة البيت كلها، فهي لك. أنت أخوي... وتظل أخوي». تنعطف السيارة بهما يسارًا، وتذوب في زحام الطريق، كأنها تُخفي حديثًا لم يكتمل... وقلوبًا مثقلة بما لا يُقال.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 144 صفحة
- [ردمك 13] 9789001252915
- دار رشم للنشر والتوزيع
اقتباسات من رواية ج
مشاركة من Nora Khaled
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Farid
رواية "ج" للكاتب "عبدالله حامد الزماي"
رواية من النوع الذي لا يعطيك كل شيء على طبق من ذهب… بل يرمي لك الفتات ويقول: حلّها أنت يا ذكي!
رواية قصيرة في عدد صفحاتها، لكنها طويلة في مساحة التأمل. من الصفحة الأولى ستشعر أنك في مشهد بسيط جدًا: سيارة، حديث عابر، سكون غريب… ثم يبدأ الشكّ يتسلل إليك: هل هناك شيء أعمق مما يُقال؟ (الجواب طبعًا: أكيد).
الجميل في “ج” أنها لا تشرح نفسها كثيرًا. الكاتب يستخدم أسلوبًا مكثفًا ولغة مقتصدة كأن الكلمات عنده بعداد. كل جملة محسوبة، وكل فراغ بين السطور له معنى (حتى البياض عنده يتكلم).
أما تعدد الرواة؟ فهو كأنك تشاهد مباراة بثلاث مخرجين مختلفين، كل واحد يرى المشهد من زاوية، لكن الصورة النهائية فيها تناغم غريب يجعلك تكمّل الصفحة التالية وأنت تبتسم!
في الرواية كثير من الصمت، كثير من الذكريات، وكثير من الأشياء التي لا تقال لكنها تفهم.
هي ليست من الروايات التي ترفع ضغطك بأحداث متلاحقة، بل من النوع الذي يجعلك تفكر وتعيد القراءة لأنك تشعر أن الكاتب يغمز لك من بين السطور.
خفيفة من الخارج، ثقيلة من الداخل.
رشيقة في الأسلوب، لكنها مشاغبة في المعنى.
تنتهي منها بسرعة، لكنك تظل تفكر فيها بعد ذلك بوقت طويل!
العنوان نفسه لغز صغير داخل اللغز الكبير.
اسم القرية "ج" ولكن لماذا "ج"؟!
هل “ج” هي جواب؟ أم جملة ناقصة؟ أم مجرد "ج" مفتوحة على كل الاحتمالات؟ أم كما أراد الكاتب وجعلها اسم القرية التي تدور فيها الأحداث!؟
#فريديات






