ثلاث شامات يحرسن المدينة
نبذة عن الرواية
يخلق الكاتب أحمد برغش في روايته "ثلاث شامات يحرسن المدينة" عالماً فريداً يمزج فيه بين الواقع والخيال، ليصوّر معاناة شعب بأكمله، مسلطاً الضوء على أدق تفاصيل حياتهم. تشعر وكأنك واحدٌ من أولئك الذين يكافحون لإعادة ترتيب أنفسهم وسط حسابات الزمن الطارئة. رحلة حياة كاملة تتجسد في شخصية البطل بكل انفعالاتها، بين خوف الإنسان السوري وهواجسه وأحلامه الفطرية التي سرعان ما تسحقها عجلة الزمن، الطبقية، والوطنيّة المزيفة، لتصل إلى استراحة مؤقتة وانتظار لما هو قادم. لا يمكنك أن تبقى محايداً أمام هذه الرواية؛ فهي تستفزك بمشاهد الفوضى العارمة وألم المكلومين الذين يحاولون التعايش مع واقع فرضته عليهم الحرب. أبدع الكاتب في رسم صور حية لمجتمع سوري متخبّط، متأرجح بين إيقاعين؛ سريع يصحبك في دوامة الأحداث، وبطيء يمنحك لحظات تأمل غنية بالحكمة والصبر والقوة. وبين هذين الإيقاعين تتراكم في ذهنك تساؤلات عميقة: كيف يصمد الإنسان أمام الموت والدمار؟ كيف يعيش جسداً بلا روح؟ وهل استطاعت الحروب المتعاقبة أن تعيد تشكيل الوعي والوجود الفكري بمشاعره المليئة بالحقد والغضب والجشع والاستغلال؟ والأهم من ذلك، إلى أين يتجه الإنسان وهو مكبّل بألف فكرةٍ ولعنة؟التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 128 صفحة
- [ردمك 13] 9789938749212
- دار رشم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمود
عندما تعلم أن هذه الرواية هي أولى تجارب الكاتب في ميدان الرواية لا يمكنك إلا أن ترفع له القبعة وتحيي فيه هذا الإبداع، إبداع في تصوير كل مشهد وفي وصف كل شخصية. وتمكن الكاتب من نقل صورة حقيقة من داخل المجتمع السوري، وتجسيد الواقع المتأزم لشعب كامل يتحكم فيه شرذمة قليلون…
ننتظر المزيد من الكاتب فسوريا وشعبها يستحقان من ينتصر لهما ولو بكلمة…
-
Mohamed Khaled Sharif
تتشابه أوجاع البلدان التي يُحكمها طُغاة، فلو بدلنا سوريا بأي بلد يحكمها طاغية، لوجدت نفس الأحداث بشكل مألوف، ودون أن تشعر بغرابة، فرواية "ثلاث شامات يحرسن المدينة" تنقل حياة شاب يُحاول أن يستخرج شهادة "حسن سير وسلوك" وتبدأ رحلته بالتنقل من قريته إلى أحد المكاتب الحكومية التي تقوم بتلك المهمة أو دعنا نقول تدعي إنها تقوم بذلك، وتبدأ رحلته بالحشر في أحد الباصات الممتلئ إلى درجة أنه لا يوجد مكان للهواء لتتنفسه، إلى التفتيشات العديدة وقدرة أي ضابط أو مسئول أن يُحيل يومك جحيماً أو حتى حياتك كلها، وتعددت الأسباب والتعسف واحد؛ فربما يراك مُشتبه به، إرهابي، غير وطني، إلخ إلخ إلخ من النعوت التي تسمح للسلطات بالتحكم فيك وفي أفكارك، ثم بعدما يتحمل معاناة الطريق، وتفتيشاته وتعسفه، ويصل إلى الهيئة المختصة، يجد أن هناك عائق يشكك في وطنيته، وعلى رغم من تفاهة العائق، يجعله في خطر أيضاً، فأخبرني صديقي القارئ، كم بلد جاءت في بالك الآن قد تمر فيها بنفس العملية التعسفية من جعلك نكرة أمام الوطن وحاميته وجلاديه؟
بأجواء كابوسية تقترب من الديستوبية وتشعر أن هذا العالم ليس بحقيقي، وأنه مجرد خيال لواقع سوداوي لا يُمكن أن يوجد في أي بلد، ولكنه الواقع الذي نعيشه ونُدركه ونشهد عليه، يُضيف لنا الكاتب بعداً جديداً عن البيروقراطية، وطريقة تشكيلها للفرد بداخل المجتمع، وكيف يستخدمها الطغاة للتحكم في شعوبهم، فبجرة قلم وبضعة خربشات على ورقة قد تُنهي حريتك، بل وتُنهي حياتك أيضاً، بالإضافة إلى منحها رداء الوطنية وأنه كل ذلك من أجل حماية الوطن؟ حماية الوطن من أي شيء؟ من حاميه؟ من جلاديه؟ لا! من شعبه المقهور بقبضة حكامه.
ولكني وجدتني متعطش للمزيد من تلك الحكاية، شعرت إنها ناقصة وتحتاج لكثير من الإضافات، فانتهت الرواية في لمح البصر، دون فهم مصائر الشخصيات، أو تطلعاتهم أو حتى خلفياتهم وماضيهم، فالنطاق الزمني الضيق للحكاية -يوم واحد أو أقل- لم يكن كافياً ليُرضيني، فبعدما نظرت للرواية من الصورة الأكبر، وجدتها مبتورة، كأي عدالة يُمكن أن ننتظرها من هذا العالم، ولكنها لا تزال تجربة جيدة تضيف صورة جديدة لسوريا من الداخل وليس من الخارج. وتشجع للقراءة للكاتب مرة أخرى.