تحريك القلب : الجزء الأول - نقوش بارزة على الباب

نبذة عن الرواية

ترتفع بنايتان متباعدتان علي جانبي البيت، تحيط بهما أسوار متهالكة تهدمت دعائمها وتآكلت جدرانها، وكأنها تحكي قصة إهمال ونسيا. تحاصر المكان أكوام القاذورات من كل جانب، والباب الحديدي المائل، حيث ارتكزت ضلفتاه: واحدة صوب الداخل، والأخرى صوب الخارج، في مشهد لا يكترث له أحد. الشجيرات المتسلقة لم يبقَ منها سوى أغصان جافة، تتشبث بأركان البيت كأنها تحاول الصمود أمام قدم الزمن، حتى أصبح يشبه كهفًا مهجورًا مغطى بشبكات العنكبوت، والأتربة، والعلب الفارغة، وأوراق قديمة تذروها الرياح في الردهة الواسعة، حيث تتوقف ساعة الحائط عن دقاتها منذ زمن بعيد. في صباح هادئ، أمالت الريح الخفيفة الستائر المسدلة، ولعبت بالمقعد النحيل حتى أسقطته على أرضية الردهة. لم تُفتح الحجرات المجاورة لفترة، وكانت القطة لا تزال تترنح بين المطبخ والحمام ودورة المياه، قبل أن تتسلق الكنبة التي تقع تحت ساعة الحائط. هناك، تلفّتت إلى ورقة عليها صورة فتاة تحمل على كفها علبة دهان مكتوب عليها: «يشفي جميع الأمراض».