غادة رشيد
تأليف
علي الجارم
(تأليف)
أشرقت الشمس على مدينة بدأت تدبّ فيها الحياة، وعادت النساء بجرارهنّ من النهر، بينما استيقظت رشيد، المدينة العامرة بأهلها، والمفعمة بالحركة والضجيج، وقد غدت في ذلك الزمان منارة للثراء، ومركزًا نابضًا بالتجارة والعمران. كانت السفن تؤمّها من كل صوب، قادمة من مصر والشام وتركيا وأوروبا، تحمل على متنها شتى أنواع البضائع.
امتدّت المدينة على الضفة الشرقية للنيل، بينما احتضنتها من الغرب كثبان رملية، لم تلبث أن ألبسها أهلها حُللاً من نخيل يافع، وكروم ممتدة، وأشجار زيتون وتين. أما شمالها وجنوبها، فقد كانا يحتضنان حدائق غنّاء وبساتين وارفة، تتماوج فيها أشجار الموز والليمون والبرتقال والنارنج، وتفوح من أرجائها عبير الزهور والرياحين.