الحفيد
تأليف
عبد الحميد جودة السحار
(تأليف)
انسلّ حسين إلى غرفة نومه وهو يتثاقل من التعب، مرتديًا بذلته السوداء التي لم يفارقها رغم مرور الزمن، تلك البذلة الوحيدة التي يمتلكها والتي لا يزال لامعها يحتفظ بجاذبيته. فهو لا يرتديها إلا في المناسبات الكبرى، فهل هناك مناسبة أعمق من حفل زفاف ابنته الثانية؟
في ليلة زفاف أحلام، غلبه الإعياء حتى سقط مغشيًا عليه حين دخل عليه شفيق حاملاً في يده نبيلة، وقال له بحزم: «أنا جاي يا عمّي أطلب منك نبيلة». لم يستطع حسين أن يتحمل فكرة أن يعاني من جديد كما عانى من قبل، حتى شهد زفاف أحلام إلى جلال. كانت تلك المتاعب قد أرهقته وأضعفته، وجعلته يغضب من كل ما حوله. لكن عندما قال له شفيق إنه يريد نبيلة، ويريدها معها حقيبة ملابسها، عاد وعيه فجأة من غشيته.
وفعلاً، صدق شفيق وعده، فقد جاء بالمأذون، وفي حفل بسيط ومتواضع، تم عقد القران، وتزوج نبيلة، ثم رحل الزوجان وسط الوداع والصمت.