عبدالعزيز حسين : حياته وآثاره (1920-1996)
تأليف
عباس يوسف الحداد
(تأليف)
لم يكن عبدالعزيز حسين مجرد شاهد على تحولات الكويت، بل كان فاعلًا أساسيًا في رسم ملامحها الحديثة. فقد وسّع من مفهوم الوطن، حتى تجاوزت الكويت حدودها الجغرافية الضيقة، لتصبح بيتًا دافئًا يحتضن العرب جميعًا، بقلـبٍ واسع وحبٍ صادق. حملها في وجدانه، وتحدث عنها بشغف، مستعرضًا تاريخها العريق، وبيئتها المتنوعة بين البحر والصحراء، وقصة النفط التي غيّرت ملامحها وخلقت واقعًا صناعيًا جديدًا.
لم يقتصر اهتمامه على الجغرافيا أو الاقتصاد، بل كان للتعليم النصيب الأكبر من رؤيته، إدراكًا منه أنه مفتاح النهضة الحقيقية. فتحدّث عن تطور المجتمع الكويتي قبل النفط وبعده، وعن نظام الحكم والإدارة، لكنه أولى التعليم عناية خاصة، لأنه كان سببًا فيما وصل إليه شخصيًا، وما حققته الكويت من تقدم. ومن موقعه كمدير لمعارف الكويت في خمسينيات القرن الماضي، عمل على تقييم واقع التعليم، ودفع به نحو الشمول والحداثة، إيمانًا بأهميته لكل فرد، بصرف النظر عن العمر أو الجنس.