في ظنّي، أنه لا تُوجد كتابة من فراغ، ولا يُوجد الكاتب أيضًا من فراغ. في البحث الدؤوب من أجل الحياة نصادف ما يلهمنا للكتابة. أنا لست مع فكرة البحث عن الإلهام، بل دعِ الإلهام يبحث عنك. فقط كن مستعدًّا لاستدراكه والتقاطه.
الجِنِّي: الذي قالت أمي مريم إنه يملي علي القصص
نبذة عن الكتاب
من أغرب المصادفات أن يصبح ذلك الكتاب الذي سرقته من غرفة أخي الأكبر، فريد، هو الذي يرسم ملامح حياتي المقبلة. كان كتابًا ذا حجم متوسط، أوراقه قديمة يتدرج لونها بين البني الداكن وطلاء الحنطة، وعلى غلافه الخالي من الزخارف، كانت الكلمات واضحة: «قصص الرعب والخوف» تأليف إدغار آلان بو، وترجمة خالدة سعيد. في البداية، لم أكن أعرف من هو إدغار آلان بو، ولا مَن هي خالدة سعيد. لاحقًا، اكتشفت أنها زوجة الشاعر السوري أدونيس. ما أسرني في هذا الكتاب هو عنوانه الغريب، فقد استثار كلمتا الرعب والخوف شغفي بالمغامرة، أو ربما أيقظتا عشّ زنابير الخوف المختبئة في زوايا الطمأنينة الكاذبة. لم أتردد، أخذت الكتاب، خبأته تحت ثيابي، وتحركت بخطوات هادئة وكأنني لص ماهر، حتى وصلت إلى شاطئ النهر. اخترت مكانًا بعيدًا عن ضجيج السقائين وأصوات حميرهم وأغانيهم وهم يملؤون القِرب بالماء. لم أعرْ أي اهتمام للأساطير التي تحكي عن سكان النهر من الجن والعفاريت، وجلست أقرأ في الهواء الطلق تحت شجرة اللالوب الأسطورية قرب مزار الشيخ يوسف أبشرا، وواصلت القراءة في هدوء غرفة جدتي، وسط رائحة الحريرة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 184 صفحة
- [ردمك 13] 978-9921-808-50-6
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب الجِنِّي: الذي قالت أمي مريم إنه يملي علي القصص
مشاركة من Eman Naif
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Marwan qq
يسرد الكاتب في هذا الكتاب تجربته الروائية وكيف بدأ الكتابة والمشاكل التي واجهته حتى أصبح روائيا ولقد منعت له أكثر من رواية. كما يحكي الكاتب عن ظروف معيشية صعبة عاشها وعمل في عدة مهن ووظائف قد لا يقبلها غيره. هناك مقابلة مع الكاتب في نهاية الكتاب أعجبتني.
-
Mohamed Khaled Sharif
لم أقرأ لعبدالعزيز بركة ساكن من قبل، رغم نيتي لأن أقرأ أشهر أعماله "الرجل الخراب"، وتشاء الأقدار والرغبات أن أبدأ بما يُشبه سيرة له، فالكتاب بمثابة مقتطفات من حياته، نشأته، كيف بدأت علاقته بالقراءة، كيف بدأ الكتابة، وما المواضيع التي يختارها عندما يكتب، مشاكله المتعددة مع دور النشر ومع الرقابة، كل ذلك بالتوازي مع كفاحه في الحياة، وتنقله من قارة لقارة، فوجدت في هذه السيرة ما أحب عموماً في قراءة سير الكتاب، ألا وهو الشفافية والمتعة، الشفافية كانت حاضرة في وصفه للأحداث الذي يمر بها، والمتعة كانت مصاحبة بسبب سرده الدافئ واللطيف والساخر فتجد حميمية صادرة من الكتاب تجعلك تقرأ وأنت تتعاطف/تستمع بالحكايات.
الجميل في هذا الكتاب أنه ليس موجهاً لقارئ بعينه، ولكنك غالباً ما ستجد فيه ضالتك، لو أحببت أن تقرأ عن سيرة الكاتب فهنا ما يكفي ويوفي، ولو أحببت أن تقرأ عن دروس في الكتابة مثلاً فهنا ما يُكفي ويُوفي، وليس بطريقة مبتذلة ولا مُعقدة في أغلب أجزاء الكتاب إلا الجزء الأخير وهو أقل أجزائي المفضلة في الكتاب بشكل عام، ربما لأنني شعرت برفع لغة السرد الحميمية إلى ما يُشبه التقرير الجامد، وهو بكل تأكيد مُبرر بداخل الكتاب، ولكنه لم يعجبني كباقي الكتاب.
ختاماً..
كتاب مُمتع ودافئ سيشجعك بكل تأكيد على القراءة للكاتب وخصوصاً بعد حكاياته عن كل عمل كتبه وظروفه المصاحبة، وحتى لو قرأت للكاتب كل أعماله، فهذا لا يزال عمل مهم وساحر، ودعك من كل ذلك، ألا ترى معي أن العنوان وحده يحتوي على قصة؟