المتلقي في الرواية الرقمية التفاعلية

نبذة عن الكتاب

يُعد الأدب الرقمي نقلة نوعية في مجال الدراسات الأدبية والنقدية المعاصرة. فبعد أن كانت النصوص الأدبية تعتمد في عرضها على الوسائط التقليدية، كالطين، والورق، ومن ثم النسخ الإلكترونية، أصبح الوسيط الرقمي التفاعلي هو الأكثر حضورًا وتأثيرًا في الألفية الثالثة، إذ يمثل أحدث أداة لعرض النصوص الأدبية وتقديمها للمتلقي. ويعود هذا التحول إلى التقدّم التكنولوجي الكبير، ودخول الأدب عالم الحوسبة الرقمية، مما أفضى إلى بروز مفاهيم جديدة، أبرزها مصطلح "الواقعية الافتراضية"، الذي ظهر بداية في مجال البرمجيات وتقنيات الحوسبة، خصوصًا في شركات التكنولوجيا الحديثة التي طوّرت أدوات الواقع الافتراضي مثل "النظارات" و"سماعات الرأس". ثم انتقل هذا المصطلح إلى الحقل الأدبي، وبدأ الحديث عن "الرواية الافتراضية"، سواء في صورتها الورقية أو الإلكترونية، والتي تعالج موضوعات افتراضية. لاحقًا، ظهرت "الرواية الرقمية التفاعلية" التي تستثمر الوسائط المتعددة والروابط التشعبية داخل النص الأدبي، مما أدى إلى ظهور أجناس أدبية رقمية تفاعلية متنوعة، مثل: "الشعر الرقمي التفاعلي"، و"القصة الرقمية التفاعلية"، و"الرواية الرقمية التفاعلية"، وغيرها. وفي هذا السياق، تتناول هذه الدراسة نموذجين من الرواية الرقمية التفاعلية، بهدف الوقوف على أبرز السمات التقنية المستخدمة، سواء في الوسائط المتعددة أو في الروابط التشعبية، إلى جانب تحليل دور المتلقي في التفاعل مع تلك العناصر التقنية. وتنبع أهمية هذه الدراسة من حداثة موضوعها في ظل التسارع التكنولوجي والمعرفي الذي يشهده عالمنا المعاصر، فقد أسهم التحول نحو "الرواية الرقمية التفاعلية" في إبراز قيمتها الأدبية والنقدية، وجذب اهتمام الباحثين والنقاد العرب، مما يدعو إلى مزيد من الاهتمام بها والتعمق في فهم أبعادها.