الجسد في المجتمعات العربية بين الواقع والنص
تأليف
عياد أبلال
(تأليف)
لكي نفهم نسيج العالم الاجتماعي بعمق، لا بد أن نُمعن النظر في الجسد كرسول يحمل بين طياته إشارات اجتماعية معقدة. فالجسد ليس مجرد هيكل مادي، بل هو مرآة تعكس كيف يفهم الفرد محيطه ويتفاعل معه، وكيف يعيد تشكيل هذه الرموز وفقًا للأدوار التي يلعبها في حياته. من خلال الجسد، يحدد الإنسان هويته الاجتماعية والثقافية، متأثرًا بمكانته، عمره، جنسه، وكيف يراه الآخرون من حوله.
المشاركة في المجتمع لا تقتصر فقط على الكلمات أو العقل، بل تتعداها لتشمل سلوكيات وإيماءات تنسج خيوط تواصل دقيقة وحيوية. فالطقوس اليومية، رغم بساطتها الظاهرة، تحمل في أعماقها معانٍ غنية؛ من اختيار الملابس والزينة، إلى تسريحات الشعر، وحتى أساليب التفاعل بين الجنسين. هذه اللغة الصامتة تنقل رسائل قوية، تتشكل من صراعات اجتماعية ورهانات متبادلة بين الأفراد والجماعات، فتُعيد تعريف العلاقات وتبني واقع المجتمع بكل تفاصيله.