بطرسبورغ
تأليف
أندريه بيلي
(تأليف)
تحسين رزاق عزيز
(ترجمة)
في مقدمة الترجمة العربية الأولى لرواية "بطرسبورغ" للكاتب الروسي أندريه بيلي، الصادرة عن دار المدى بترجمة تحسين رزاق عزيز، يثير المترجم تساؤلًا لافتًا: لماذا أشار بوريس باسترناك وف. سانيكوف في نعيهما لبيلي عام 1934 إلى أن جيمس جويس كان "تلميذًا" لأندريه بيلي؟ سؤال يفتح أفقًا نقديًا على مدى تأثير بيلي في الأدب الحداثي، وبخاصة في الشكل والبنية واللغة.
زمن الرواية يعود إلى فجر الثورة الروسية الأولى، وبالتحديد إلى أكتوبر 1905، حيث تدور أحداث الرواية في إطار سياسي–نفسي–فلسفي معقّد. بطل الرواية نيكولاي أبولونوفيتش أبليوخوف، ابن السيناتور المحافظ أبولون أبولونوفيتش، يجد نفسه عالقًا بين واجب "ثوري" قاتل وصراع داخلي أخلاقي وعاطفي عميق. كان قد وعد في لحظة يأس منظمة سرية، يقودها رجل غامض يُدعى ليبانتشينكو، بتنفيذ عملية اغتيال تستهدف والده، مدفوعًا حينها بخيبة عاطفية إثر رفض صوفيا بتروفنا ليخوتينا له.
إلا أن نيكولاي يتردد. ورغم كراهيته الظاهرة لوالده، إلا أن مشاعر الحب والشفقة تظل كامنة في داخله. يُرسل إليه ألكسندر إيفانوفيتش دودكين، الثوري المتقلب ومدمن الكحول، حقيبة تحتوي على "قنبلة سردين" ورسالة بالتعليمات. غير أن الرسالة تقع بيد صوفيا، التي تظنها مزحة ثقيلة، فتقرر تسليمها من باب اللعب بمشاعر نيكولاي. لكن المفارقة أن الأخير يأخذ الأمر على محمل الجد.
وسط هذا التصاعد، يظهر أحد عملاء الشرطة السرية – المندسين في صفوف الثورة – مهددًا نيكولاي بالسجن ما لم يلتزم بوعده. لكنه، حين يواجه دودكين، يرفض قتل والده ويتهم الحزب بالوحشية. وسرعان ما يتضح أنه لم يكن على دراية كاملة بالعملية، مما يُربك حتى الثوري نفسه. وعندما يواجه دودكين قائده ليبانتشينكو بالحقيقة، يُتهم بعدم الإخلاص للقضية، ويُوضع في اختبار دموي. هنا تنكشف الخديعة: ليبانتشينكو ليس سوى عميل استفزازي.
في نوبة هلوسة ليلية، ومع مباركة رمزية من "الفارس البرونزي"، رمز بيترسبورغ، يُقدم دودكين على قتل ليبانتشينكو طعنًا بالمقص، ويجلس على جثته في هيئة أسطورية تذكّر بفارس فالكون.
في موازاة ذلك، يأخذ السيناتور أبولون أبولونوفيتش القنبلة – دون أن يعلم محتواها – إلى غرفته. لكنها تنفجر بالصدفة في مجلس الشيوخ، وتفشل في إصابته. رغم نجاته الجسدية، فإن الانفجار يُدمر علاقة الأب والابن التي كانت قد بدأت بالتحسن مع عودة الزوجة الغائبة من إسبانيا.
في النهاية، تتشظى العائلة. يغادر الأبوان العاصمة إلى القرية، بينما يرحل نيكولاي إلى مصر ثم يتنقّل في الشرق الأوسط، في رحلة روحية يترك فيها خلفه فلسفة كانط ويجد ضالته في سكوفورودا، مفكر الصوفية الشرقية. يعود بعد وفاة والديه، وقد تغير تمامًا، وكأن ما مضى كان ولادة قديمة لحياة لم تكتمل.
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 440 صفحة
- [ردمك 13] 9789933676834
-
دار المدى
تحميل الكتاب