الأحزاب الدينية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار السياسي
تأليف
محمد عمارة تقي الدين
(تأليف)
المجتمع الإسرائيلي بالغ التعقيد إلى حد يصعب معه التنبؤ بسلوكه وهذا يعني هذا أن مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي لا يمكن تحديد ملامحه استنادًا إلى تحليل هذا المجتمع وحده في الواقع، فالمجتمع الإسرائيلي - كغيره من المجتمعات الإنسانية - لا يخضع لقوانين سببية جامدة، كما هو الحال في العلوم الطبيعية؛ بل هو انعكاس لتعقيد الظاهرة الإنسانية ذاتها، حيث لا تؤدي نفس الظروف دائمًا إلى نفس النتائج. وهذا ما يجعل من فهم هذا المجتمع أمرًا بالغ الصعوبة، خصوصًا مع تزايد تشابك مكوناته الداخلية.
ومع ذلك، فإن دراسة المجتمع الإسرائيلي تبقى ضرورية، لا بهدف الوصول إلى استنتاجات قطعية، بل من أجل بناء مجموعة من السيناريوهات المحتملة لمستقبله، والسعي للتأثير في المسار الذي تتخذه هذه السيناريوهات، ودفعها نحو الأفضل. فالقيمة الحقيقية لمثل هذه الدراسات تكمن في استشراف المستقبل من خلال فهم عميق للماضي والحاضر.
يتكوّن الكتاب من ثلاثة فصول رئيسية؛ يتناول الفصل الأول ملامح النظام السياسي الإسرائيلي بشكل عام، بينما يركز الفصل الثاني على الأحزاب الدينية الصهيونية مثل "المزراحي"، و"هبوعيل همزراحي"، و"المفدال"، و"ميماد". أما الفصل الثالث، فيُسلّط الضوء على الأحزاب الدينية المعارضة للصهيونية، مثل "أجودات يسرائيل"، و"بوعالي أجودات يسرائيل"، و"ديجل هتوراة"، و"شاس".
ويُرفق بالكتاب ملحقان مهمان: الأول يناقش دور المسيحية الصهيونية في توجيه القرار السياسي، والثاني يعرض أبرز المقولات المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي.