الغراب أعلى عمود الإنارة
نبذة عن الكتاب
ها هو يقف أخيرًا عند العمود ذاته، وكأن الدائرة أُغلقت بعد تيه طويل. انتشله تيار الذكريات من غفوته، وأحسّ – رغم وخز الجراح القديمة – بانفراجة في صدره، كأن الضياع قد انزاح عن كتفيه. أدار رأسه يتفحّص الحي، فإذا به حيّ آخر، تسكنه وجوه غريبة وأصوات بلكنة لم يألفها. وجد نفسه فوق ذلك العمود، لكن قلبه أخبره أنّه غريب في موطنه للمرة الأولى. راودته رغبة في أن يصرخ، أن يُفرغ روحه من كل ما حملته، أن يحكي للعالم حكايته، لكنه تذكّر أن الغربان في نظر الناس كاذبة دومًا. انفجر بالبكاء من أعماق قلب منكسر، حتى سالت دموعه على بلاط الشارع، ومع آخر قطرة، ارتفع عن العمود، وتفتت في الهواء إلى آلاف الشظايا الدقيقة، قبل أن يتحوّل إلى رماد. جاءت العاصفة، وحملته إلى كل مكان: على أسطح البيوت، بين أوراق الأشجار، وفي حبيبات التراب، وفي كل زاوية من الحي (ب).التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
 - 157 صفحة
 - [ردمك 13] 9789777517904
 - روافد للنشر والتوزيع
 
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
						30 مشاركة
					
					

