أمكنة بطعم القهوة
تأليف
أسعد الأسدي
(تأليف)
يذهب أسعد الأسدي، انطلاقًا من خبرته الميدانية، إلى أبعد من مجرد الحديث عن تجاربه الشخصية؛ فهو يتأمل العمارة وخصائصها في صلتها بالوجود الإنساني، مبتعدًا عن موقعه كمهندس، مقتربًا من دور الناقد الظاهراتي الذي يقرأ المعمار بوصفه لغةً ومعنى.
ومن خلال معرفته الدقيقة بالعمارة، يعيد الأسدي قراءة العلاقات المكانية، متأملًا تفاصيلها الحاضرة والغائبة بروح أدبية، ليرتقي بوعينا ويعيد تنظيم خبراتنا. يحمل الكتاب طابعًا تجريبيًا وروحًا تأملية، حيث يخضع المكان دائمًا لتساؤل واختبار، وتُستحضر قضايا يرى المؤلف أحقيتها بالبحث والنقاش، لتلتحم أحيانًا بالمكان حتى تغدو جزءًا منه.
بهذه المعالجات المتعددة، يمنح الأسدي للمكان صوتًا وعاطفة، ويكسوه بإدراك يشاركنا من خلاله تجربة الوجود، جامعًا بين المعرفة الافتراضية والحس الإنساني العميق.