المحك

تأليف إدث وورتن (تأليف) سوار أحمد قادرة (ترجمة)

نبذة عن الرواية

نشرت جريدتنا إعلان البروفسور جوسلين، الذي عبّر فيه عن رغبته الملحّة في الحصول على أي معلومة تخص السيدة أوبين، لإكمال كتابة سيرتها الذاتية، معربًا عن امتنانه لأي من أصدقاء الروائية العريقة الذين يمكنهم تزويده بمعلومات قبل وصولها إلى إنجلترا. كانت السيدة أوبين قليلة الأصدقاء المقربين، وعدد معارفها الدائمين ضئيل، ما يجعل رسائلها ذات قيمة لا تقدر بثمن. يُرجى إرسال أي معلومات إلى عنوان البروفسور جوسلين في حدائق أوغستا رقم 10، كينغستون، مع وعد بإعادة أي وثائق تصل إليه على وجه السرعة. وضع غلينارد الجريدة جانبًا، ووجه نظره إلى النار المتوهجة. كان النادي يعج بالمرتادين، لكنه فضل الانعزال في غرفته الداخلية الصغيرة ذات النافذة التي تطل على الجادة الخامسة، حيث تحجب الغيوم الداكنة السماء. بدا كل شيء قاتمًا ورتيبًا، إلا أن شعورًا بالاستياء بدأ يخيم عليه. كان يعلم أنه إن استمر الوضع على هذا المنوال، فقد يضطر للتخلي عن هذا الملجأ الذي رغم افتقاره للإثارة، كان آخر ما يملكه من مساحة خاصة. لم يكن النادي محط حبه، لكن فكرة الانقطاع عنه بدت له رمزًا للتنازلات المتلاحقة التي تمس جوهره، لتتركه في النهاية مجرد كائن يتنفس بلا حياة. بدا له أن تضحياته وانكساراته عبثية، لا تليق بمآثر كبرى، وأنه مهما فقد من أشياء، فلن تقترب روحه من غايتها المنشودة.