يهمس جوب بلطف: هل تظن أننا سنعود إلى الوطن يومًا؟
أهز كتفي وأقول: تلك مجرد أوهام وشائعات.
يتنهد جوب بصوت عميق: غرفة دافئة وأريكة، وسهرات خارج المنزل، هل يمكن أن تتخيل ذلك؟
أتفكر في قوله ثم أقول: حاولت آخر مرة أثناء الإجازة ارتداء بدلة المناسبات خاصتي، لكنها أصبحت ضيقة جدًا بالنسبة لي الآن، سأحتاج إلى ملابس جديدة حين أعود، يبدو كل هذا حلمًا رائعًا للغاية هنا.. بدلة المناسبات، الأريكة، الأمسيات الدافئة، كل هذا مقارنة بتلك القهوة السوداء المقيتة التي نشربها هنا مخلوطة بطعم القصدير والصدأ
العودة
نبذة عن الرواية
دخلنا قرية كبيرة، حيث كانت تتدلى عبر الشارع بضع أكاليل مشبعة بالماء، شاهدة على مرور جيوش كثيرة قبلنا. لم يكن من المجدي أن نكرر ما فعله الآخرون، فاكتفينا بترحيب باهت؛ لوحات ورقية مبتلة بالمطر ملتفة حول أشجار البلوط. الناس بالكاد ألقوا علينا نظرات عابرة، فقد اعتادوا مشهد الجنود، بينما بالنسبة لنا كان الأمر حدثًا فريدًا، عودة إلى الوطن الذي اشتقنا فيه حتى لأبسط الإيماءات الدافئة. كنا نتظاهر بعدم الاكتراث، لكننا كنا نأمل أن تتوقف فتاة لتلوح لنا. حاول تيادين جذب انتباه إحداهن، لكن دون جدوى. مظهرنا البائس لم يساعد. لم يرافقنا سوى الأطفال، فأمسكنا بأيديهم وهم يجرون بجانبنا، ووزعنا عليهم ما تبقى معنا من قطع الشوكولاتة، رغم رغبتنا في الاحتفاظ ببعضها للعودة. رفع أدولف بيتك طفلة صغيرة بين ذراعيه، فتشبثت بلحيته كما لو كانت لجام حصان، وضحكت حين كان يغيّر تعابير وجهه الجادة إلى ملامح مضحكة. كانت يداها الصغيرتان تتلمس وجهه في حنان، فأمسكهما ليُريني كم هما ضئيلتان، لكن بكاؤها بدأ بمجرد أن توقف عن اللعب معها. وضعها أرضًا لتهدأ، حينها قال كوسولي ساخرًا: ـ أعتقد أننا صرنا وحوشًا مخيفة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 380 صفحة
- [ردمك 13] 9789778738292
- إضافة للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
78 مشاركة