التربية الروحية للأهل: من أجل كارما نقية للأبناء

تأليف سيرغي ن. لازاريف (تأليف) جابر سليمان (ترجمة)

نبذة عن الكتاب

لا يدرك كثيرون أن السعادة لا تكمن فقط في تحقيق الرغبات، بل أحيانًا في القدرة على الامتناع عنها. فالسعادة، في جوهرها، هي حالة من المحبة تتجلى في لحظات الإشباع كما في لحظات الزهد. تخيّل شخصًا أمام مائدة عامرة بالأطعمة الشهية، يبدأ الأكل فيشعر بالمتعة، لكن هذه المتعة ينبغي أن تتوقف عند حدّ الشبع. ومع ذلك، يرى كثيرون أن كبح الرغبة هو نوع من الحرمان، إذ أصبح شعار البعض اليوم هو "البحث المستمر عن اللذة". الجنس، على سبيل المثال، ليس مجرد متعة جسدية، بل وظيفته الأعمق روحية وجسدية في آن واحد، وهي الإسهام في قدوم أطفال المستقبل إلى الحياة. فالعائلة هي النواة التي تقوم عليها أي دولة، وإذا انهارت، تفقد الدولة قدرتها على الاستمرار. والمبادئ الأخلاقية، وإن بدت للبعض مجرد قيم نظرية، فإنها في الواقع ركيزة أساسية في وعينا الباطن ووجودنا، وغيابها يفتح الباب أمام العدوانية الداخلية التي تتحول إلى أمراض ومآسٍ، تمامًا كما أن التشوهات في البنية الطاقية تؤدي إلى أمراض خطيرة وانهيار الروابط الأسرية. يرى لازاريف أن الحب المدعوم بالأخلاق هو أفضل علاج للإنسان روحًا وعقلًا وجسدًا، وأن التواصل مع المستوى الخفي الذي يكمن فيه المستقبل يتطلب مخزونًا كافيًا من الطاقة الرفيعة، وهذه الطاقة لا تُكتسب إلا بالتضحية. ومن هنا، يركز في كتابه على الجذور العميقة للأمراض والتشوهات لدى الأبناء، وكيفية الوقاية منها ومعالجتها من خلال تعزيز القيم الأخلاقية والروحية لدى الوالدين.