جيوبوليتيك حوض المتوسط : ترسيم الحدود البحرية وقضايا السلام والأمن والدوليين
تأليف
مجموعة مؤلفين
(تأليف)
الحسين شكراني
(تحرير)
إدريس لكريني
(تحرير)
لحسن الحسناوي
(تحرير)
يحتل حوض البحر الأبيض المتوسط موقعًا استراتيجيًا فريدًا على الصعيد العالمي، فهو نقطة التقاء بين ثلاث قارات: آسيا، أفريقيا، وأوروبا، ويشكّل جسرًا بحريًا وبريًا يربط بين شرق الكرة الأرضية وغربها، عبر التواصل بين المحيطين الأطلسي والهندي. يتشاطئ هذا الحوض نحو 24 دولة وكيانًا سياسيًا، ويضم على ضفافه شرقية وجنوبية تجمعات بشرية وحضارات غنية، بالإضافة إلى ثروات معدنية وبحرية هائلة وموارد طاقة لا تزال تشكل المحرك الأساسي لعلاقات دول الضفتين الجنوبية والشرقية بأوروبا.
يلعب هذا الحوض دورًا محوريًا في التجارة الدولية ومسارات الملاحة البحرية. ومع اندلاع "الربيع العربي" عام 2011، تصاعدت حدة التنافس الدولي والإقليمي على النفوذ في هذه المنطقة، حيث سعت القوى العالمية والإقليمية إلى استغلال الفراغ الاستراتيجي في المنطقة العربية المتوسطية لتعزيز حضورها العسكري والتجاري حول مواردها الحيوية.
يُسلط هذا الكتاب الضوء على الأهمية المتجددة لحوض المتوسط، الذي يظل مسرحًا مستمرًا للتفاعل بين العنف، الصراع، السلام، والانفتاح على العالم. تتزايد محاولات دوله المشاطئة لترسيم حدودها البحرية، خاصة مع توسع الاكتشافات النفطية والغازية في أعماقه، ما يزيد من التوترات والتحديات التي تواجه صناع السياسات في البلدان العربية. إن التنافس على السيطرة على هذه الموارد البحرية والممرات المائية يجعل تعزيز السلم والأمن في حوض المتوسط أمرًا بالغ الصعوبة، لا سيما في ظل التدخلات الدولية المتزايدة وضعف الموقف العربي.
فهل حان الوقت للاستفاقة وتوحيد الصفوف بطريقة جديدة ومختلفة؟ أم أن الفرصة ما زالت غير مواتية للتمرد على النفوذ الكبير للقوى العالمية في هذا الحوض الهش، الذي يعاني من ضيق الأفق السياسي وعدم الاستقرار؟