اقتباسات من كتاب كيف تكون وجودياً

في عصرٍ يُنظَر فيه إلى الفلسفة غالبًا على أنّها مجرّد مادّة أكاديمية إلى جانب المواد الأكاديميّة الأخرى، فإنّ القول بأنّ التّنوير الشّخصي العميق يمكن أن ينتج عن الفلسفة قد يبدو مبالغًا فيه. وفقًا لمؤسّسي الفلسفة الغربيّة في اليونان القديمة، إنّ تحقيق التّنوير الشّخصي هو بالضّبط الهدف من دراسة الفلسفة، والمشكلة مع غالب الطلّاب ومعلّمي الفلسفة هي أنّهم يعتقدون بأنّ الهدف من دراسة الفلسفة هو الحصول على شهادة جامعيّة في الفلسفة وليذهب التّنوير إلى الجحيم.

❞ عدم الاختيار بحدّ ذاته خيارٌ تتحمَّل مسؤوليته أنت وحدك. ❝

عدم الأصالة أو الزّيف هو إنكار الحقيقة الوجوديّة الأساسيّة بأنّنا أحرارٌ ومسؤولون، بينما الأصالة، بصفتها نقيضًا للزّيف، هي قبول أو تأكيد هذه الحقيقة الوجوديّة والأساسيّة.

مرّة أخرى، كونك وجوديًّا لا يتعلّق بما تفعله بقدر ما يتعلّق بموقفك تجاه ما تفعله. وكالعادة، الخيار خيارك.

إنَّ عالَم الظواهر التي نُدركها ما هو إلا تَوليفة لكل ما هو «موجود هناك» ونشاط الوعي على أي شيء «موجود هناك». نحن لَسنا مُجَرَّد مراقبين سَلبيين للعالَم. العالَم الذي نعرفه هو نتاج العلاقة القائمة بين الوعي والوجود. على حَدّ تعبير الفيلسوف اليوناني القديم بروتاغوراس «الإنسان هو مقياس جميع الأشياء».

قُلْ ذلك لأيّ شخص يسألكَ في المَرَّة القادمة عن ماهية الوجوديّة: «الوجوديّة هي نظريّة للوعي».

إنَّ ماهيّة الإنسان -أو جوهَره- هو أن لا يمتلك جوهَرًا غير الجوهَر الذي يجب أن يَخلقه لنفسه باستمرار ومن دون توقُّف. غالبًا ما كانت حبيبة سارتر المؤقّتة وصديقته طوال حياته وشريكته الفكرية، سيمون دو بوفوار، تقول: «طبيعة الإنسان هي ألّا يكون له طبيعة».

في ما يتعلَّق بالبشر على وَجه التحديد، تشير عبارة «الوجود يَسبِقُ الماهية» إلى وجهَة النظر القائلة بأنَّ كلّ شخص يوجَد أوَّلًا، بلا أيّ ماهية أو هَدَف أو مَعنى، ثمَّ يَسعى بعد ذلك إلى أن يُضفي على نفسه المعنى والغاية. أن يمتلك ماهية.

عند اختيارك العيش، ورفضكَ احتمال الانتحار الدائم، تُضفي بذلك قيمة وأهمية لحياة خالية من أيّ معنى أو غاية أو قيمة متأصِّلَة فيها مهما كانت. حين يختار الإنسان أن يعيش حياته بدلًا من إنهائها، عليه أن يتحمَّل مسؤولية حياته.