سطح الاشباح المقتولة
نبذة عن الرواية
اندفعت العربة إلى داخل الميناء، واللسنة اللهب تتصاعد من المخزن الكبير بأقصى قوتها. الحصانان يركضان بجنون قبل أن يتوقفا بصعوبة خلف صفوف المحتشدين المذعورين. قفز زينانو من العربة، يشق طريقه وسط الزحام بخطوات مسرعة، بينما المشهد أمامه يزداد فظاعة. في أعلى المبنى، كان صوت الاستغاثة يأتي من كوة ضيقة، حيث يقف شخصان تحاصرهما النار من كل جانب. لم يعد أمامهما سوى اختيار نوع الموت: الاحتراق حتى النهاية أو القفز من شاهق لينتهي كل شيء بالارتطام بالأرض. وقبل أن يحسما قرارهما، أمسكت النار بثيابهما، فاختارا السقوط، لعل الموت اصطدامًا أرحم من الاحتراق. على مرأى من الجميع، ومن بينهم زينانو وعائلته، قفزا معًا، كتلتين من النار تصرخان في طريقهما نحو الأرض. كانت إحداهما امرأة، وحين ارتطمت، ظل جسدها شعلة مشتعلة، تصرخ وتحاول عبثًا إطفاء النيران التي التهمت شعرها ووجهها. هرعت إليها عجوز تحمل طفلًا، وضعت الصغير أرضًا على عجل، وحاولت إنقاذها بلا جدوى. ثوانٍ معدودة من الانتفاض والألم، ثم خمد الجسد ولم يعد هناك صوت سوى صراخ العجوز وبكاء الطفل المذعور بجوارها. أما الآخر، فكان رجلًا. نهض من سقطته والنار تعانق جسده كله، يركض نحو زينانو وهو يصرخ بألم، جسده كتلة من اللهب، قبل أن يصرخ بصوت متقطع: – أبي! عندها ارتجف قلب زينانو وصرخ مبحوح الصوت: – سابرو... ابني!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 118 صفحة
- [ردمك 13] 9789778989083
- دار إشراقة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
46 مشاركة