قدماء ومعاصرون - سامي الدهان
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

قدماء ومعاصرون

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

قصة العرب في نشأتهم وفي تقلبهم على الأمصار والأحقاب قصةٌ جميلةٌ أخَّاذةٌ، تُغري بالرسم والتصوير؛ لأنَّها تحتوي على فصولٍ مدهشة، هي فصول «المعجزة العربية»؛ فقد خرج العرب من جزيرتهم إلى ربوعٍ غنية، وغلبوا أممًا قديمةً فوقفوا لحضاراتها وعلومها وفنونها، ولم يكن من اليسير أن يهضموها أو يفهموها أو يُسيغوها لو لم يقم بينهم هؤلاء النوابغ الذين وُلدوا بين ظهرانيهم، وانطلقوا كالمارد الجبَّار في مختلف ميادين الفكر والأدب والفلسفة والتاريخ. ولهؤلاء النوابغ الأعلام سِيَرٌ يجب أن تُكتب اليوم بأساليب العصر وذَوق الجيل، وأن توضع في متناول الجمهور المتعطِّش، وأن تُرسم رسمًا حيًّا، وأن تُجعل في قالبٍ حديثٍ ميسَّرٍ. وهذه الصفحات ليست في موضوعٍ واحدٍ، وليست عن عصرٍ واحدٍ، أو في فنٍّ واحدٍ، بل إنها مختلفةٌ، فهي في شعرائنا العرب، وفي أبطال تاريخنا، وفي أعلام مفكِّرينا؛ منهم من عاش في القرن العاشر للميلاد، ومنهم من عاش في هذا العقد من القرن العشرين. وقد تعاقب هؤلاء الأعلام في ميادين الجهاد، ووضع كل منهم لبنةً كريمةً في هذا البُنيان، فالحديث عنهم حديثٌ عن البُنيان والحضارة والعزِّ.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3.7 3 تقييم
42 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب قدماء ومعاصرون

    3

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من التراجم لأهل الأدب قديماً وحديثاً، يجمعهم أنهم في الأغلب من أبناء الشام. والكتاب لطيف، كتبه د. سامي الدهان بلغة أدبية عالية، وحرص على انتقاءات لطيفة من أشعار كل من ترجم له، وبه تعريف بأسماء عديدة قد لا تكون مرت على كثيرٍ منا من قبل، لكن كان لهم إنتاج أدبي وشعري متميز، وقد قسم الكتاب لقسمين، الأول للقدامي، وبه تراجم عدد من الشعراء منهم: كشاجم، والخالديان، وابن الساعاتي، وأبي القاسم المغربي، وابن سنان الخفاجي، وابن حيوس، والأديب الفارس أسامة ابن منقذ، والرحالة ابن فضلان وابن جبير.

    والقسم الثاني للمحدثين، ومنهم: ناصيف وإبراهيم اليازجي، وجورجي زيدان، ومحمد رشيد رضا، ومحمد كرد علي، ورفيق العظم، وخليل مطران، ومعروف الأرناؤوط، ومحمد راغب الطباخ، وإيليا أبي ماضي، وفوزي المعلوف.

    وتتبدى في الترجمة تفسير الكاتب للتاريخ ولدوافع الشخصيات من منطلق قومي وعروبي، وهو أمرٌ متفهم عندما نأخذ في الاعتبار المرحلة التي كُتب فيها هذا الكتاب.

    من الأشياء التي لفتت انتباهي، أن أغلب الشعراء القدامي الذين ترجم لهم، والذين كانوا في الأغلب ما بين القرنين الرابع والسادس الهجري، كانوا من الشيعة، ومن جهةٍ أخرى، كان أغلبهم عابثاً شارباً للخمر، يعيش حياة أشبه بحياة البوهيميين، ومنهم من عاش تقلبات السياسة ودسائسها ومؤامراتهاز

    وسيمر القاريء بعدد كبير من أبيات الشعر الجميلة التي تحوي عدداً من التشبيهات والصور والأوصاف الفنية والبلاغية التي تُطرب من يمر بها، منها على سبيل المثال:

    لَا تَعْجَبَنَّ لِطَالِبٍ بَلَغَ الْمُنَى

    ‫ كَهْلًا وَأَخْفَقَ فِي الشَّبَابِ الْمُقْبِلِ

    ‫ فَالْخَمْرُ تَحْكُمُ فِي الْعُقُولِ مُسِنَّةً

    ‫ وَتُدَاسُ أَوَّلَ عَصْرِهَا بِالْأَرْجُلِ

    وأيضاً:

    أَقُولُ لِعَمْرٍو حِينَ صَاحَ مُؤَذِّنًا

    ‫ بِصَوْتِ حِمَارٍ ضَجَّ مِنْهُ حِمَانَا

    ‫ بِصَوْتِكَ آذَيْتَ الْأَنَامَ فَقُلْ لَنَا:

    ‫ أَرَدْتَ أَذَانًا أَمْ أَرَدْتَ أَذَانَا

    وفي تراجم أغلب المعاصرين، وجدت أن القاسم المشترك بينهم هو أنهم إما أن يكونوا قد درسوا فترةً من حياتهم في مصر، أو هاجروا إليها ونبغوا فيها، أو اشتهروا على صفحات صحفها ومجلاتها، وكانت مصر بالنسبة لهم واحةً للعلم والأدب ومتنفساً لحرية افتقدوها في بلادهم! وبالطبع فإن ما كانوا يسعون إليه هو هامش حرية نسبي عاشته مصر شبه المستقلة تحت حكم أسرة محمد علي، مقارنةً بالشام التي كانت لا تزال تحت حكم العثمانيين.

    وحينما وصلت لترجمة إيليا أبي ماضي، وجدته قد أدرج بضعة أبيات مدح فيها أبو ماضي مصر، وعدت لأصل القصيدة فوجدته يقول فيها:

    لَكِنَّ مِصراً وَما نَفسي بِناسِيَةٍ

    مَليكَةَ الشَرقِ ذاتَ النيلِ وَالهَرَمِ

    صَرَفتُ شَطرَ الصِبا فيها فَما خَشِيَت

    نَفسي العِثارَ وَلا نَفسي مِنَ الوَصَمِ

    في فِتيَةٍ كَالنُجومِ الزُهرِ أَوجُهُهُم

    ما فيهِمُ غَيرَ مَطبوعٍ عَلى الكَرَمِ

    لا يَقبِضونَ مَعَ اللَأواءِ أَيدِيَهُم

    وَقَلَّما جادَ ذو وَفرٍ مَعَ الأَزَمِ

    في ذِمَّةِ الغَربِ مُشتاقٌ يُنازِعُهُ

    شَوقٌ إِلى مَهبِطِ الآياتِ وَالحِكَمِ

    جادَ الكِنانَةَ عَنّي وابِلٌ غَدِقٌ

    وَإِن يَكُ النَيلُ يُغنيها عَنِ الدِيَمِ

    الشَرقُ تاجٌ وَمِصرٌ مِنهُ دَرَّتُهُ

    وَالشَرقُ جَيشٌ وَمِصرٌ حامِلُ العَلَمِ

    هَيهاتَ تَطرُفُ فيها عَينُ زائِرِها

    بِغَيرِ ذي أَدَبِ أَو غَيرِ ذي شَمَمِ

    أَحنى عَلى الحُرِّ مِن أَمٍّ عَلى وَلَدٍ

    فَالحُرُّ في مِصرَ كَالوَرقاءِ في الحَرَمِ

    وحينما انتهيت من قراءة هذه الأبيات، لم أجد ما أقوله سوى: يا خسارة يا مصر!

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق