الحرب الخفية: كيف تمكّنت الصين من السيطرة على غفلةٍ من النخبة الأمريكية
تأليف
روبرت سبولدينغ
(تأليف)
علي الحارس
(ترجمة)
سث كوفمان
(مشاركة)
يتعمق هذا الكتاب في تداعيات الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، ويرى المؤلف أن بكين هي من أشعل فتيل هذه المواجهة منذ زمن ليس بالقصير. ولا يتوانى الكاتب عن تحميل الصين المسؤولية المباشرة، مستندًا إلى شواهد عديدة لإثبات أن هدفها الاستراتيجي يتمثل في إضعاف الركائز الأساسية للقوة الأمريكية: الاقتصاد، التكنولوجيا، الجيش، والنفوذ الدولي.
ويؤكد أن السياسات الصينية ساهمت في فقدان ملايين الوظائف داخل الولايات المتحدة، وهروب آلاف الاستثمارات، وضياع كمّ هائل من الرساميل والابتكارات. غير أن اللوم لا يقع على الصين وحدها، بل يمتد إلى النخب الأمريكية التي سمحت، عن طمع أو خطأ أو غفلة، بانخراط الصين في منظمة التجارة العالمية، وفتحت لها الأبواب لتستغل النظام العالمي لصالحها، وفقًا لرؤية المؤلف.
النتيجة، بحسب ما يورد، أن الولايات المتحدة باتت أكثر فقرًا، ومدنها تعاني من البطالة والإدمان، وبنيتها التحتية تنهار بشكل مقلق. في سردٍ يسمّيه "الحرب السرية"، يكشف الكاتب عن شبكة معقدة من التلاعب الذي مارسه الحزب الشيوعي الصيني بالنخب الاقتصادية والسياسية الأمريكية، مستخدمًا استراتيجيات تتجاهل القوانين الدولية، وتتحايل على المستثمرين الأجانب، وتدعم تقليد المنتجات، وتسهل التجسس الصناعي، وكل ذلك في سبيل ضرب الصناعة الأمريكية والهيمنة على الأسواق العالمية.
ولا يكتفي المؤلف بعرض المخاطر، بل يناقش الوسائل والإجراءات التي يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تبنيها لمواجهة هذا التحدي المصيري، وللحفاظ على قيم الحرية والمدنية التي يعتبرها مهددة، متخوّفًا من مستقبل قاتم قد ترثه الأجيال القادمة إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة اليوم.