مضى شتاء يناير فهل يأتي الربيع
تأليف
هشام قاسم
(تأليف)
كيف أصل إليك ولا أملك من حيلة؟ قررت البقاء في مكاني بعد انتهاء العزف، ربع ساعة إضافية، أنظر إلى الشرفة التي خرج منها الصوت. بالفعل، ظهرت فتاة في العشرين من عمرها، ورافقها شاب يشبهها لكنه أكبر منها. كان لدي شعور شبه يقيني بأن هذا العزف الرقيق لا يصدر إلا من أنامل فتاة أكثر رقة، لا من يد رجل. دون تفكير أو تمحيص، ومنساقًا بإلهام قلبي، ربطت بين العازفة والفتاة ذات القوام الممشوق، وشعرها الكستنائي المنساب على كتفيها، يحيط بوجهها المستدير ويخفي جزئياً عينيها السوداوين الواسعتين مع كل حركة لرأسها. تسلل الشك إلى وجداني حين رأيت التقاء الجميلين: العازفة والعازف، فتساءلت كيف يمكن أن يكون غيرها هي من تعزف؟.