فإن غرابة الشعور بأنّك تُجَوَّف هكذا من داخلك كانت تَعْلَق لساعات لاحقة، ولم يكن شعورًا جيدًا، لكنه لم يُخِفْكَ ولم يُزْعِجْك، وبقَدْر ما تعرف فلم يكن يوجد أي سبب يمكن تعرُّفه، لا الإجهاد مثلًا، ولا الإرهاق الجسدي، ولم تملك هذه الهُنَيْهات في غداتها ورواحها عليك أيّ نمط، إذ كانت تحدث سواء أكنت وحدك أم مع الناس كان إحساسًا عجيبًا بأنك غطَتَّ في النوم وعيناك مفتوحتان، ولكن تظل عارفًا في الوقت نفسه أنك مستيقظ، واعيًا بمكانك، ولكنك بنحوٍ ما لستَ في المكان الذي تظنه ألبتة، كأنك تَعُومُ خارج نفسك، كأنك شبَحٌ بلا وزنٍ ولا مادّة، كأنك صَدَفَةٌ غير مسكونة من اللحم
تقرير من الداخل
نبذة عن الكتاب
في هذا العمل، يعود أوستر إلى سنوات طفولته، مستعرضًا ذكرياته المحفوظة في ذاكرته، بعد أن تناول سيرته الذاتية في كتب سابقة مثل "حكاية شتاء". يشير عنوان الكتاب إلى مفهوم "الداخل" كقرين للعزلة، التي يراها أوستر الحقيقة الوحيدة المؤكدة في حياته، وهي الفكرة التي يكرّرها عبر أعماله المختلفة، خصوصًا في ثلاثية نيويورك الشهيرة، التي انطلق بها في مسيرته الأدبية الطويلة. "الداخل" هنا هو ملجأ وملاذ يهرب إليه الإنسان من كل ما يزعج صفاء اللحظة النادرة التي يعيشها. وفي الفصل الأخير، يوجّه أوستر رسالة إلى زوجته، يشرح فيها رؤيته للعالم وأهمية "الداخل" في حياته، قائلاً: "بالنسبة لي، مشكلة العالم هي أولاً وقبل كل شيء مشكلة ذاتية، ولا يمكن تحقيق الحل إلا من خلال البدء من الداخل." هذا التصور يعكس تمحور تجربته الإنسانية والفكرية حول الذات والانعزال كطريق لفهم العالم والتعامل معه.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 288 صفحة
- [ردمك 13] 9789922691350
- دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
224 مشاركة
اقتباسات من كتاب تقرير من الداخل
مشاركة من أماني هندام
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أماني هندام
❞ فكلّ ما علمته كان أن الحياة تظهر عطوفة مع بعض الناس وقاسية مع بعضٍ آخر، ولهذا آلَمَك قلبك. ❝
لطالما آلمني قلبي حين أقرأ ل بول أوستر،ربما لأنه يمس شغاف القلب بذكرياته الطفولية او بأفكاره المتعاطفة مع البشر،ربما لأنه يلمس شيئاً خافياً بي أجهله ويميط عنه اللثام فتتعرى جراحي وتنكشف أفكاري التي أجدها إلى حد كبير تتوازى مع أفكاره المشفقة على الإنسان مهما كان عرقه أو جنسيته أو هو شئ لست أدري كنهه يسري مسرى النشوة في عروقي كلما أقرؤه.