كان أهلي في حيرة من أمرهم، مهما فعلوا، ممزَّقين بين قوتين جامحتين، قوة الغضب العربي الذي يتصاعد، وقوة الغطرسة الغربية التي تخبط يمنة ويسرة، بتبصر فيل ثمل. لم يُوجَّه إليهم اللوم على آرائهم، ولا على أفعالهم، كانوا يُلامون على أصولهم، التي لم يختاروها، والتي لم يكن في استطاعتهم تغييرها.
غرق الحضارات
نبذة عن الكتاب
ينبغي ألا نتجاهل تحليلات أمين معلوف، فحدسه العميق لا يقل عن تنبؤات دقيقة، مستندة إلى معرفته الواسعة بتحولات التاريخ الكبرى. فقد انتابه القلق منذ عقدين من الزمن بسبب تصاعد ظاهرة "الهويات القاتلة"، ثم منذ عشر سنوات تحير من "اختلال العالم". واليوم، يقدم لنا رؤية واضحة لأسباب تعرض جميع الحضارات لخطر الغرق في أزمات متشابكة. على مدار أكثر من خمسين عاماً، كان معلوف يتأمل العالم ويتنقل بين أحداثه الكبرى. شهد نهاية حرب فيتنام في سايغون، وشهد ثورة إيران في طهران، ليجمع بين دور المراقب والباحث والمفكر في آن واحد. في دراسته العميقة، يمزج بين سرد الوقائع وتحليلها، ويأخذنا برحلة عبر محطات بارزة كان شاهداً عليها، قبل أن يرتقي إلى مقام المؤرخ الذي يتجاوز تجربته الشخصية ليكشف لنا أسرار الانحرافات المتوالية التي أدت بالبشرية إلى حافة الانهيار. يرسم معلوف صورة قاتمة، حيث بدأت "الظلمات" تنشر من أرضه الأم، متتبّعاً زوال المشرق التعددي والهزات العنيفة التي هزت العالم العربي الإسلامي، والتي سرعان ما امتدت تداعياتها لتطال العالم بأسره. كما يطرح فرضية "انقلاب كبير" أحدث تغييرات جذرية في نسيج المجتمعات البشرية، ما جعلنا اليوم ورثته القلقين والمذعورين. وختم دراسته بنداءٍ حاسم: لابد من صحوة كبرى، إذ لا يمكن لسفينة العالم أن تستمر في الإبحار نحو الهاوية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 320 صفحة
- [ردمك 13] 9786144850114
- دار الفارابي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
221 مشاركة