الحب هو ما يدفعنا للعبادة، لا العبادة بحد ذاتها فالصلاة والصيام أو حتى الحج هم محض انعكاسات لأمر أكبر، أو حالة أبلغ، ألا وهي الحب الحب الذي تعبر عنه وأنت على تمام الثقة من أنك لست مكرهًا على التعبير عنه
ثيران البئر
نبذة عن الرواية
تسرد الرواية دماء لبنان وأكاذيبها، وتُجسّد معاناة أبنائه الذين يلاحقهم شبح الألم منذ الصغر، في بلد غارق في فساد متجذر ووصاية متسلطة من كل جانب. تتناول الرواية واقع وطن خرج من حرب أهلية لم يحقق فيها أحد الانتصار الحقيقي، وجيل نشأ متشبّعًا بالهزيمة منذ ولادته، يُزيّن له النصر بأوهام قاتلة. تؤكد أن لا حياة للوطن إلا في عزلة تحيطها المآسي والكراهية، وأنه لا مستقبل له بعد أن يسود الكره، حيث يبقى الشباب محاصرين بين خيار الخيانة أو الاغتراب عن الوطن.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 182 صفحة
- [ردمك 13] 9789778031690
- الكتب خان
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية ثيران البئر
مشاركة من حسين قاطرجي
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
حسين قاطرجي
☆☆ حول رواية "ثيران البئر" للكاتب مهند قاطرجي.
(رغم أنّني أشترك والكاتب بالكنية نفسها إلا أنّ رابطة الدم لاتربطني به بشكلٍ مباشر، ناهيك عن أنّني لا أعرفه من قريبٍ أو بعيد، وفي هذه المراجعة حرقٌ لنهايتها؛ فاقتضى التنويه).
¤ بعد غربةٍ دامت إثني عشر عاماً عادت الروح إلى الوطن، محملةً بذكرياتٍ من زمنٍ بعيد، وأحلامٍ كانت تنتظر لحظة الإفراج عنها. إذاً تبدأ الرواية من لحظة وصول "وسيم" إلى بيروت ليقود ورشات عملٍ تُعنى بتعزيز التفكير الإيجابي وآلية اتخاذ القرارات والعمل الجماعي واستنهاض الهمم. هذه العودة أزاحت رماد النسيان عن طفولته وشبابه المبكر في مدينته بيروت، تلك المدينة التي يكرهها ويكره ماضيه الأسود فيها..
لا يخفى على أحدٍ أنّ "لبنان" دولةٌ من أكثر الدول تنوعاً دينياً وطائفياً في الشرق الأوسط، ممّا جعلها مسرحاً لأحداثٍ تاريخيةٍ معقدةٍ ومتشابكة. وفي قلب هذا التعقيد، تبرز قصة "وسيم" سليل عائلةٍ تقود تنظيماً إسلامياً متشدّداً في لبنان. يجسّد الكاتب في هذه القصة حقبةً من الحياة اللبنانية الغارقة في الطائفية، ويفتح لنا باباً لفهمٍ أعمق (من وجهة نظره) للتنظيمات التي تلعب دوراً محوريّاً في صياغة المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد.
تصوير الكاتب لوسيم وعائلته يأتي بعينٍ دقيقةٍ تستعرض كيفية عمل هذه التنظيمات وتطوّرها داخلياً عبر سرده المفصّل، وعندما ننغمس في حياة العائلة ونفهم بُعد الصراعات الداخلية التي قد تواجه مثل هذه الكيانات في ظل بيئة مضطربة. يتكشف لدينا غياب المصلحة العامة للمجموع وتركيز القادة على المكاسب الشخصية والتفنّن ببيع الأوهام للنّشى الصاعد من الشباب المنتسب جديداً إلى التنظيم.
ومن هذه التحديات/المفارقات، النفاق المؤدلج الذي يستخدمه رؤوس التنظيم؛ مثالٌ عليه اعتبار الشيخ "عز الدين" زعيم التنظيم (وهو أبو وسيم)، شهيداً وما هو في الواقع إلا رجلٌ مريضٌ نفسيُاً (على حسب ما اعترفت به العمّة أخيراً) وقد أزهق روحه عندما رمى نفسه في مهوار وادٍ سحيق بعدما استسلم لخيالاتٍ وأحلام يقظةٍ مدارها ثيرانٍ تناطحه، تلك الثيران التي عاودت ابنه "وسيم" لتأتيه في أحلام المنام واليقظة وكلّ ثورٍ منها يرمز لمأساةٍ عاشها ويعيشها.
وفي ثيمات الرواية نجد الصراع الدائم بين الهويات والرغبات الفردية (حبّ وسيم لثريّا وحبها لفرانسوا) والانتماءات الجماعية (زواج زعيم التنظيم الجديد الشيخ أحمد من أم وسيم إثباتاً لأفراد التنظيم على استمرارية نهج الشيخ عز الدين بعد وفاته)!! وثريا التي تركت وسيم رغم تعرّفها إليه من خلال العمل الدعوي، ولحاقها بفرانسوا الذي أوهمها بالإلحاد مخرجاً وخلاصاً من عذاب القبر الذي كان يؤرّقها!!
¤ يتّضح جلياً للقارئ أنّ في قلب الكاتب غلّاً دفيناً تجاه التنظيمات الإسلامية، بل تجاه كل ما هو إسلامي، يريد أن يوصلنا إلى نتيجةٍ مفادها أنّ كلّ شيخٍ من قادة هذه التنظيمات هو ربّان سفينة، ولكنها سفينة قراصنة، إذ لايحكمهم إلا قانون المصلحة الشخصية والاعتداء على الآخرين ونهبهم!!. قد يصدق في مذهبه هذا تجاه بعض هذه المؤسسات الدينية؛ ولكن أن يضعها كلها في بوتقةٍ واحدة ويجعل مصائب "لبنان" كلها من وراءها فهذه يجافي العقل والمنطق وصيرورة التاريخ.
¤ تجري الرواية على لسان بطلها "وسيم" واستخدم الكاتب اللغة الفصحى، وجعل الحوارات بالمحكية اللبنانية لكنّه حرص على ترجمتها إلى الفصحى وهو ليس بمطلبٍ عند القارئ؛ بل يرهقه ويشوّشه لأنّه والحالة هذه يقرأ النصّ مرتين.
●ثيران البئر.
● مهند قاطرجي.
● الكتب خان، 2023.
● الطبعة الأولى، 182 صفحة.