كيف يكتب بهذه السلاسة، كأنّ الورق ماء، وقلمه سبّاحٌ ماهر يمخرهُ دون أن يُصدر طشيشًا؟! إنّها لا تفهم كيف بوسع أديبٍ أن يكتب بلغةٍ جميلةٍ وسهلة نصًّا غير مبتذل، وكأنّ الكتابة عملٌ يسير! هي تريد أن تكتب قطعًا عظيمة، لا تموتُ فور طباعتها أو لا تموت حتّى بعد سنة أو اثنتين، تُريدُ أن تكتب ما يُقرأ جيلًا بعد جيلٍ؛ بعد جيل وحين تتفكّر في الجاحظ مثلًا يتغوّل الحسد في قلبِها فكيف ما زالت كتبه تُطبع، وقد مات قبل مئات السنين؟ ما الذي يجعل لكلماته وقعًا يُجوّزها وعورة القرون المتعاقبة؟ وما الذي يجعل الناس يُقبلون عليها مع تقادم الحقب؟ أهي اللغة؟ أم المخيّلة؟ أم الأهمّيّة التاريخيّة للأديب؟ أم أنّ كلماتِه نبتت من ضمير مشترك؟
البروليتاري
نبذة عن الرواية
إنه الحزن العميق، والظلم السرمدي، الذي يولد مع كل أنثى في هذه المنظومة الجافة، في هذه المحرقة الباردة التي لا تكفّ عن التهام أرواح النساء. ما أكثر الشعارات المنمّقة والأقوال الرنانة التي يُردّدها الناس كما تمضغ الماشية فتات النفايات: "المرأة نصف المجتمع"، "الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة"، "الولادة من رحم المعاناة"، "للصبر مفتاح، والحصاد بعد الزرع"... كلماتٌ منمّقة على فراغ. هراء يعلوه هراء. فالأحلام المجنّحة لا تجد سماءً تحلّق فيها، وعلى الأرض لا شيء سوى قبور مصطفّة، تحتضن نساءً يئسن من التغيير. أما الألم الساكن في الروح، فهو أعمق ألف مرة من صفعة على الخد. فما الذي يمكن أن تفعليه أمام ذكر لا يرى فيك سوى ظلًّا لطاعته؟ وماذا ترين حولك سوى شوارع يملؤها رجالٌ، أو أشباه ملوكٍ، يتباهون بعُصيّ سلطتهم، وقد ورثوها عن آخرين دون جهد أو استحقاق؟.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 286 صفحة
- [ردمك 13] 9789938749021
- دار رشم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
33 مشاركة