وأطلنا هذه الإطالة، لنصل إلى نتيجتين اثنتين.
الأولى أنَّ لفظ «العرب» بمعناه التاريخىِّ واللغوىِّ، لا يصدُق حقًّا على الأمم التى تسمت به بعد الإسلام؛ لما كان من الاختلاط الجنسى، ولقصوره عن أن يشمل أممًا عجزت الأمة العربية عن محو حياتها الاجتماعية الخاصة، فبقيت ممتازة امتيازًا تامًّا؛ كالفرس، والترك، والهنود، والبرابرة فى شمال أفريقية.
وليس لفظ «المسلمين» بأقلَّ ضيقًا وقصورًا من لفظ «العرب»؛ فَمَا كانت تلك الأجيال التى أظلها عصر أبى العلاء، وخفق عليها العلم الإسلامى، بخالصةٍ للإسلام من دون غيره من الدِّيانات، بل كان منها النصرانى، واليهودى، والصابئ. ولم تشترك هذه الِملَل المختلفة فى تكوين
تجديد ذكرى أبي العلاء
نبذة عن الكتاب
تميّز طه حسين بتأسيسه مدرسة نقدية فريدة، اتخذت من الموضوعية منهجًا ومن التحليل العلمي أداة لفهم النصوص الأدبية. فقد آمن بأن قراءة العمل الأدبي لا تكتمل دون التعرّف على حياة كاتبه، والخوض في تفاصيل بيئته الاجتماعية والثقافية، والظروف السياسية والاقتصادية التي أحاطت بعصره. فالفرد، في نظره، ليس كائنًا معزولًا، بل هو نتاج تفاعل دائم مع محيطه، يؤثّر ويتأثّر بما حوله. وقد تجلى هذا التوجّه بوضوح في دراسته العميقة للشاعر الكبير أبي العلاء المعري، حيث لم يقتصر على تناول سيرته ومؤلفاته بطريقة تقليدية، بل غاص في سياق العصر الذي عاش فيه، متتبعًا ما شهده من تحوّلات وأحداث أثّرت في فكر المعري وأدبه. فجاء كتابه ليس مجرد سيرة شاعر، بل مرآة أدبية وزمنية تعكس ملامح عصر بكامله، من خلال حياة وإنتاج أحد أبرز رموزه.عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 280 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-02-8784-2
- مؤسسة دار المعارف
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
37 مشاركة