رحلة وجدانية في أعمال محمد الشحات الشعرية
تأليف
بيومي الشيمي
(تأليف)
لحظة نورانية تسللت إلى روحي، أضاءت لي دروباً متعددة في عالم الشعر الرحب، وفتحت أمامي أفقاً متوهجاً لا حدود له، عالمًا غنيًا يتسم بخصوصية تميزه وتفرده. بشجاعة وجرأة اقتحمت هذا الفضاء الشعري، لأكتشف ما يخفيه من كنوز وأسرار. وهنا، تأكد لي أن وراء هذا الزخم الإبداعي يقف الشاعر النابغ محمد محمد الشحات الراجحي، الذي أسرني شعره، ودوّخ عقلي، حتى تاهت بي الكلمات ولم أجد بداية واضحة لمواجهة هذا الإبداع العظيم.
لكنني لم أستسلم، بل استلقت قلمي وأبحرت في رحلة رصد وتحليل، أبحث من خلالها عن معالم تجربة محمد الشحات الشعرية المتألقة. ما سر تلك الرحلة الأدبية الغنية بمعارفها المتعددة وثقافاتها المتنوعة؟ كيف استطاع هذا الشاعر المتوهج، الذي أشبهه بالنحلة المجتهدة التي لا تكلّ ولا تمل، أن يصنع لنا عسلًا شعريًا بمذاق فريد، يحمل أثره العميق في النفوس؟
قبل أن ترسو سفينتنا على شواطئ الحب واليقين، ومنابت الإزهار والإثمار، أود أن أُخبركم أن محمد الشحات هو واحد من شعراء مصر الذين أثروا وتأثروا بالحياة الأدبية بعمق، وأن جذوره المتينة في قريته الضهرية وحي السيدة زينب الشعبي كانت ركيزة أساسية في تشكيل هويته الشعرية. موهبته تجلت عبر كلمة صادقة، تغنت بعشق الحياة، وهيامها، وحب الوطن، من خلال لغة أصيلة أظهرت بريق شاعريته المتوهجة.
فلنستكشف معًا العوامل التي شكّلت شاعرية محمد الشحات، ونغوص في أعماق تجربته الإبداعية التي لا تنضب.