التنوير والعدمية في السينما العربية
نبذة عن الكتاب
رغم إمكانات السينما الهائلة كأداة ثقافية، لم تُفكر بعد بعمق، لكنها رغبت في إشعال الثورة. الثورة بحد ذاتها ليست ضمانًا للحرية أو التنوير. قد تطيح بالاستبداد، لكنها لا تؤدي حتمًا إلى تمكين استخدام العقل على نطاق عام أو إلى إصلاح حقيقي للفكر. بدلاً من ذلك، تولد نوعًا من الأحكام المسبقة الجديدة، تشبه تلك القديمة، لتوجه غالبية لا تفكر. المأساة الحقيقية تكمن في أن القائمين على إدارة مأساة الإنسان—هؤلاء الأوصياء—يسعون للحفاظ على الأغلبية التي لا تفكر. فهم يدمرون التعليم ويقوضون الثقافة، محافظين بذلك على سلطة مستمدة من استمرار هذا القصور الفكري. في هذا السياق، كانت الثورات المجهضة—كمشهد الربيع العربي—دليلًا صارخًا على استمرار الأرواح الوسطوية في السلطة، الذين يمررون مطالب دينية على أنها مدنية، مستغلين هذا الغموض لتحقيق مصالحهم. لا يمكن استثناء أي ثورة، سواء كانت بشعارات مدنية أو دينية، لأن الوحدة في الغاية تُبرر الوسيلة. الثورة التونسية ليست مختلفة عن المصرية، فكلاهما يتشارك في هدف يشبه الآخر، وهو استمرار السيطرة على الفكر، وعدم السماح بخروج الإنسان من حالة القصور الذاتي. سؤال التنوير الذي طرحه كانط في زمنه، والذي بدأ من المطالبة بالزواج المدني ضد زواج الكنيسة، تطور إلى ثورة ضد القصور الفكري من أجل حرية استعمال العقل في كل مجالات الحياة. التنوير الحقيقي هو خروج الإنسان من حالة القصور الذاتي، التي تُعزى إلى نفسه، دون قيادة الآخرين، حتى يتجرأ على استعمال عقله بشكل عام. أما الإنسان المغترب عن ذاته، فهو ناتج عن وعي "شقي" يحب هذا القصور الفكري ويمجده، ويبقى مخلصًا لمن يستعبده. وهنا يتجلى السؤال الكبير: هل الإنسان المعاصر هو مجرد بقايا من الماضي؟ لماذا يرفض الحرية والتنوير؟ لماذا يتمسك بهذا القصور وولائه لسيده؟ وكيف ساهمت السينما، التي يمكن أن تكون وسيلة وعي جمالي وفكري، في تعزيز هذا الاغتراب بدلاً من تعميم الوعي الجمالي؟التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 78 صفحة
- [ردمك 13] 978-9923-40-673-1
- دار خطوط وظلال
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
34 مشاركة