الوثنية الجديدة وإدارة التوحش - محمود قرني
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الوثنية الجديدة وإدارة التوحش

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

إذا كانت الثقافة هي مركب القيم والأعراف والمعتقدات التي تؤلف حياة الجماعة فإن الكاتب، لاشك، هو صائغها. لكن تحولات تلك القيم تبدو عصية على الفهم في كثير من الأحيان. هذا ما يدفع الكاتب إلى الاعتقاد بأنه واحد من طرائد النظام الاجتماعي الذي يعمل ضمن منظومات قاسية من التدجين، فيذهب عادة إلى اتهام قارئه بالغفلة تحت تأثيرات الوعي الأفقي بعملية التطور. فاتساع دائرة القراء لا يعني بالضرورة نضجا في الأنساق الاجتماعية، لأن تلك الأنساق خاضعة، بطبيعتها، لنظام أكبر من التناقضات هو نفسه واقع القوي الاجتماعية متضاربة المصالح والإرادات. والثابت أن البشر حاصل جمع ما يتعلمونه على ما يقول علم الاجتماع. لكن الصائغ «الكاتب» هنا ليس مسئولا دائما عن سلامة الذوق الذي يعاين عمله. فالقارئ لا يمثل دائما المردود الافتراضي لعمل الكاتب لأن القارئ ليس ممثلا لنفسه بل هو أحد تمثيلات العقل الجمعي. ولا يجب أن ننسى أن هذا القارئ الذي عاين كاتبه خازنا للقيمة عاينه أيضا وهو يبيع ذمته لمن يدفع أكثر، وكما عاين الثقافة وهي تؤسس لمفهوم الدولة العادلة عاينها أيضا وهي تتحول إلى مضامين طبقية شديدة البؤس. الأمر طبعا ليس قاصرا على المثقف العربي، فالأحلاف العسكرية وأجهزة الاستخبارات ومؤسسات الحكم ورجال المال وتجار السلاح يملكون أيضا مثقفين قادرين على استنبات الورد من شواهد القبور. هؤلاء هم المثقفون الذين احتقروا طبقتهم وناضلوا للالتحاق بطبقة أخرى، لذلك يسميهم تيري إيجلتون «أصحاب الرفعة المسروقة». وما الموضوعات التي يتناولها هذا الكتاب، على اختلافها، إلا مردودا لتلك العلاقة الفريدة التي يمكنها أن تجمع بين القارئ والكاتب على قدم المساواة. فرغم أنها قد تبدو إجابة على أسئلة لم تُسأل إلا أنها لا تغادر انشغالات مهمة قد ينصرف القارئ سريعا عن التفكير فيها لأنها تبدو كمرض عضال لا يرجى شفاؤه في ظل تعاظم المسافة بين فكرة السلطة وبين المخاطبين بنواهيها.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
9 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب الوثنية الجديدة وإدارة التوحش

مراجعات