انتهيت من رواية مأتم سياوش وكانت تجربة جميلة.
أُعجبت كثيرًا باللغة والترجمة، فقد كانت سلسة وفخمة في آنٍ واحد.
أبدعت الكاتبة في تصوير المدينة والمجتمع والعادات والمعتقدات الإيرانية، وكان هذا الجانب ثريًا ومثيرًا للاهتمام.
شخصية زاري وتطورها كان من أبرز ما شدّني؛ فقد كانت دومًا تحارب نفسها لتصبح أقوى، ورأيت نفسي فيها، فأنا أيضًا أحاول أن أكون أقوى دائمًا. تأثرها بشخصية زوجها الشجاع، الذي لم يرضَ بالخضوع، كان ملموسًا بعمق.
شعرت أن زاري تمثل الأم والوطن في آنٍ واحد.
الرواية عدد صفحاتها ٣٨٠ على منصة أبجد، وكانت أول تجربة لي مع الأدب الإيراني، لكنها نالت إعجابي.
قدرة الكاتبة والمترجم على إيصال مشاعر الضياع والتوهان التي عاشتها زاري كانت مذهلة، شعرت بالضياع معها وكأنني تقمّصت شخصيتها.
صوّرت الرواية أثر الاستعمار البريطاني في تلك الحقبة، ومعاناة الشعب من الفقر وسوء الأوضاع الصحية، وكيف أن “المرتاح” حينها هو من خضع للواقع.
وتساءلت الرواية بعمق: هل التمرّد ووضوح الرأي كانا مجديين، أم أن العيش في سلام لا يكون إلا بالخضوع؟
أعطي الرواية تقييم ٥ نجوم.