اقتباسات من كتاب إن ربي لطيف

عفوه عن إخوته. عندما قال لهم: ‏ ‫ }لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ{‏ [يوسف: 92]‏ ‫ ‏وعندما اجتمع مع أبويه وإخوته قال: ‏ ‫ }وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ{‏ [يوسف: 100] ‏ ‫ ‏من الذي أدخله السجن؟ عزيز مصر.

من الذي ألقاه في البئر؟ إخوته.

الله علّم سيدنا يوسف عليه السلام تأويل الأحاديث وتفسير الرؤيا، ولهذا قال : ‏ ‫ }إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ{‏ [يوسف: 100]‏ ‫ ‏أي أن هذه الأشياء التي حصلت لطفٌ لطفه الله له فاعترف عليه السلام بهذه النعمة.‏ ‫ ‏

حديث المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله ﷺ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أول دَفْعَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ من الدنيا و ما فيها.

‏ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد كلهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ قال: "يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".‏

}قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ{

‫ ‏[آل عمران: 29]‏

‫ ‏فعندما نقوم بالعبادات والأعمال الصالحة لا بد أن ننتبه لما هو داخل الصدور؛ ألا وهي النية.‏

‫ ‏"عندما تتعامل مع الله اصدق مع الله".‏

الشعراوي -رحمه الله- عندما تحدث عن تفسير قول الله تعالى ‏}لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ{‏ [يوسف: 100]:‏ ‫ ‏"يعني اللي يعوزه يعمله، لطيف هو المدبر تدبير ما يخفاش عليه خافية أبدًا"‏ ‫ ‏"فالله لطيفٌ بعباده، رحيمٌ بهم، يعلم أدق حالهم، ويعلم ما تخفي صدورهم

ثم يقول الله تعالى:‏

‫ ‏}‏وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146){ ‏[الصافات: 146]‏

‫ ‏تظله بظلها الظليل، لأنها بادرة وباردة الظلال، ولا يسقط عليها ذباب، وهذا من لطف الله به.‏

}ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{

‫ ‏[النحل: 125].‏

‫ ‏قال الرسول ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ".‏

‫‏رواه مسلم. ‏

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ.‏ ‫ ‏وعلّم الله الرفق لموسى عليه السلام

يقول ابن عطاء الله السكندري في حِكَمه: ‏

‫ ‏من ظنَّ انفكاك لطفه عن قدره؛ فذلك لقصور نظره.‏

يقول عطاء بن أبي رباح عنها: لا يسمع سورة يوسف محزونٌ إلا استراح". ‏

"اللطيف هو الذي إذا ناديته لبّاك، وإذا قصدته أواك، وإذا أحببته أدناك، وإذا أطعته كفاك، وإذا عصيته عافاك، وإذا أعرضت عنه دعاك، وإذا قربت منه هداك".‏

‫ الشعراوي.

‫ ‏هذا الدعاء النبوي مُطمئن:‏

‫ ‏‏"يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"‏

}إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ{ ‏[يوسف: 86]

‏قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه -: أن الله لم يخلق شيئًا إلا صغيرًا ثم يكبر، إلا المصيبة، فإنه خلقها كبيرة ثم تصغر. وهذا من نعم الله علينا وتمام لُطفه عز وجل.‏

‫ ‏يا من أصابك هم أو غم أو حزن.. تأكد أن الفرج قريب.. وأن لُطف الله يُحيطك وأنت لا تشعر.. وتأكد مهما طال البلاء فإنه زائل، واستشعر خيرًا رغم ما يحدث. ‏

فمهما اشتد البلاء وكثرت المحن فلا بد لِلُطف الله أن يكون حاضرًا، وإن البلاء مهما طال فهو إلى زوال. ‏

‫‏-

‫ ‏"اسم اللطيف يتحمل معنى الحكمة والإلمام بكل الأشياء العميقة، واللطف والرحمة بالعباد بكافة الطرق فما تحسبه أنت صدفة هو تدبير من الله عز وجل ولطفًا منه لأنه يحبك".‏

‫‏ابن القيم