-الرواية تحكي عن اسرة محمد وعبد الرحمن الذي ذهب واحدًا منهم إلى الانضمام للثوار، فيجعلك الكاتب تندمج معهم ويدخلك في حياة الثوار والعمليات التي يقومون بها، على الرغم من خطواتهم الحثيثة ولكنها كالحجر في المياه الراكدة ربما يكون لها تأثير الفراشة يومًا ما.
تظهر السيدة صفية التي تنم عن الشجاعة والبسالة فلا تقل في شيء عن هؤلاء الشباب الذين يكافحون في البُشرات، عائشة من أجمل الأجزاء في الرواية والتي شعرت إنها معها تتوازن القصة بأكملها، وخاصة أنني تعلقت بها في الربع الأخير من الرواية بشكل بالغ هي وعبد الرحمن ومأمون وقصتهم وشجاعتهم.
كان بالتوازي مع كل احداث تلك الأسرة الباسلة يظهر استبسال بعض الحكام الذين دافعوا عن أرضهم لأخر نفس، المعركة في نهاية الرواية كانت مؤلمة وكانت معها نهاية كل شيء.
-النقطة السلبية في الرواية أنني لم أشعر بالشخصيات طول الأحداث إلا في الربع الأخير، لا أعلم هل كنت أريد أن اعيش في حياتهم أكثر أم أن الكاتب كان يركز على الثوار أكثر وما يقومون به، وفي بعض الأحيان شعرت أنني اقرأ جزء من ثلاثية غرناطة وكأنه من وجهة نظر أخرى، اسمع نفس الأسماء والأماكن بلنسيه والقصيرية وحي الوراقين وغيرهم، في الثلاثية جعلني أتعلق بالشخصيات والأسرة والحي الذي يعيشون فيه والبيت، وذُكر فيها الثوار بشكل بسيط وأن كان تأثيره واضح، أما في هذه الرواية فأن الأمر بالكامل عن فكرة المقاومة والثوار نفسها، لذا لم أجد لدى شعور الارتباط بالأفراد والحزن عليهم كما كان في الرواية السابقة، فشعرت إنها صوت خلفي في ملحمية الثلاثية وتوقفت فيها كثيرًا قبل أن أقرر أن من الضروري إنهائها.
-للأسف شعرت في نهاية الرواية أن بشكل أو بأخر فإن بعض التواريخ تعيد نفسها، ربما ليست بالأرقام وحدها ولكن ببعض الأحداث المؤلمة والفقد والهزيمة والمو0ت في أحيان أخرى، أتمنى ألا تتكرر مأساة الأندلس، ولذلك اتسأل هل يمكن أن تحتمل الأمة فقد أخر كفقد الأندلس؟!
اقتباس:
-"في بعض الأحيان يكون الصمت فريضة تحاول البحث فيها عن السكون ومحاولة تدبر الأمر"
-"ستبقى الأندلس، وستبقى ذكرانا وسنعيد الحق المغتصب ، ولن يطمس التاريخ ذكرى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وإن لم ننتصر فيكفينا عذرًا أمام الله أننا حاولنا، وإن لموتي في سبيل الله يحيني ويفنيكم."
