أساطير لم تحدث بعد - محمد رفيع
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

أساطير لم تحدث بعد

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

تحيرتُ وتحيرت، حتى اكتشفتُ أن القصة القصيرة ابنة القصيدة والرواية معًا، أخذتْ مِن الرواية شخوصَها وسردها وحبكتها، وأخذتْ مِن القصيدة رؤيتَها الكليّة المقطّرة، كثافتها، حساسيتها اللغوية، اشتقاقاتِها. في القصة والقصيدة لا تستطيع أن تحذف حرفًا، في القصة والرواية لا تستطيع أن تحذف حدثًا. تلك هي المسألة التي اكتشفتُها وأنا أغازل القصة القصيرة طيلة ربع قرن. القصة القصيرة تلك المشاكسة التي تخترع شكلها المنفرد، هي كالنار في الهواء ترقص على إيقاعها الخاص، هي في الماء كالأميبا تتشكّل كل لحظة كلما مشت وانبلجت. هي في الأذُن حكاية، وفي العقل رؤية جديدة للعالم، وفي القلب أحجية، وفي الذاكرة عصيّة على النسيان. لكننا نريدها في أدوارٍ أكبرَ من ذي قبل، نريد أن نستغل مرونتها وقدرتها على المغامرة، ففي عُرفي كل قصةٍ قصيرة هي مغامرة جديدة. وهذا سبب الاحتياج لها في زمنٍ كهذا. زمنٌ المعرفة فيه تتضاعف كل سنة ونصف بالتقريب، العالم تَغير معرفيًا مراتٍ كثيرة في السنوات القليلة الماضية، وصار ما عرَفناه عن أنفسنا عن الكون، عن المخلوقات، عن العلوم التطبيقية، عن نشأة الكون، عن أعماق البحار، عن النصف الذي لا نراه من الكواكب؛ يتنامى بشكلٍ يجعل ما عرَفنا في خمسة آلاف عام لا يضاهي ما نعرفه اليوم في شهرٍ واحد، حتى صار الإنسان يدور حول تلك المعرفة كالكواكب السيّارة. وهنا ينبلج السؤال الصعب، وما دور الأدب في زمنٍ كهذا؟ فالأدب كما نعرف لا يتحرك بهذه السرعات العالية؛ لأنه ابن التأمل والاختمار، والفهمِ واللغة؛ ابن الرصد. وهل يصلح الرصد مِن نوافذ طائرات فرط صوتية، لأن يصنع أدبًا؟ لا بدّ للأدب أن ينتظر الشروق حتى يصِفه، وينتظر تَفتّح الورد، اختلافَ فصول السنة، ظهورَ الشيب على سواحل العمر؛ عودةَ الصيّاد مِن رحلته. ينتظر قُبلةً بين عاشقيْن حتى تنتهي ليصِف رعشتها. لا بدّ له أن يكون متحركًا ديناميكيًا، لكن ليس بهذه السرعات الخرافية، فما عسانا فاعلين؟
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3 1 تقييم
18 مشاركة

اقتباسات من رواية أساطير لم تحدث بعد

‫ هل تظن أن آدم آمون أعاد الأسطورة معكوسة؟ وجمع جسد بهية التي هي باهي؟ لا لم يحدث هذا؛ فبعض أعضاء باهي زُرِعت في أجساد أطفال آخرين، ولم يستطع آدم شراءها ولا حتى سِرقتها، وظَل المحراب ناقصًا لا يكتمل إلا بدموع آدم آمون وزوجته، وصار الجسد موزعًا بين محراب البيت، وبين أجساد أطفالٍ شتى، وآدم لم يعد كما كان، انخطف كأعضاء باهي، انكسر كشعاع ضوءٍ كان مزهوًا، صار المحراب الذي زيّنه وقدّسه محراب ألمٍ وجوع، غطى على قداسته ذلك النقص الذي يعتريه، صار المحراب محرابين، محراب يقف في البيت كتميمة للفشل، كنصب تذكاري للخيبة، ومحراب آخر في البلاد موزع في أجساد أطفال الوطن، والمحرابان لا يلتقيان.

مشاركة من إبراهيم عادل
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية أساطير لم تحدث بعد

    1