"ما أتعس الحياة بلا أحلام،
احتياج خاص
نبذة عن الرواية
“رأيته في الأيام الأخيرة، وقد نحل جسده، وطالت لحيته، وتمزقت ملابسه، وأوقف الحديث عن حلمه الغريب، مكتفيًا بترديد اسم امرأة لا نعرفها. من هذه السيدة التي أدركنا من وصفه أنها لا مثيل لها في الحُسن والطيبة؟ بحثنا جيدًا في تاريخه فلم نجد أثرًا”. *** تختلف رؤى النوم وأحلامه لكل شخص من ليلة إلى أخرى إلا بطل هذه الرواية، موظف التموين النزيه، فهو يعيش حلمًا متواصلًا بالغ الغرابة. ما أن يدخل إلى النعاس حتى يُستكمل الحلم من حيث انتهى الليلة السابقة. في النوم وحده يعيش حياة رغيدة بينما واقعه غاية في البؤس والتعاسة في ظل الفقر، ونكد الزوجة الطامعة، وقهر الوظيفة. حين يضيع الحلم يبدأ رحلة بحث عنه ملهوفًا على حافة الجنون. هذا البطل ليس فردًا إنما هو رمز للذين تطلعوا إلى تغير أحوالهم القاسية ثم استيقظوا على كابوس.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 200 صفحة
- [ردمك 13] 9789777954044
- الدار المصرية اللبنانية
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mahmoud Toghan
1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " احتياج خاص "
3️⃣ التصنيف : اجتماعي ـ نفسي ـ خيالي
4️⃣ الكاتب : عمار على حسن
5️⃣ الصفحات : 200 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2023 م
7️⃣ الناشر : الدار المصرية اللبنانية
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
بين صَحوٍ مهين … وحُلْمٍ يَسْتَبِين:
قراءة نقدية في رواية "احتياج خاص"
للكاتب القدير الدكتور / "عمــارعلي حسن"
▪️احتياج خاص.. بيان من النهاية إلى الأساس:
ـ من بين أغلفة كثيرة وعناوين شهيرة للكاتب الأشهر د. عمار علي حسن ، وقع لي أن اختار هذا العمل ، ورأيت فيه نعم المختار ، وخير قرار .. في رحى الزمان ندور ، نصول بحثاً ونجول تيهاً ، نبحث عن ملجأ لأرواحنا التى بهتت ، وأجسادنا التى وهنت ، وحقيقتنا التى يغلفها السراب ، وصفاؤنا المحمل بالضباب ، في زمنٍ تتبدّلُ فيه الوجوهُ ولا تتبدّلُ الوجيعة ، ويعلو فيه صُراخُ الشوارع من قهر الفجيعة ، جاءت رواية "احتياج خاص" للدكتور عمار علي حسن كجرسٍ خافتٍ يقرع في أذن القارئ ، لا ليستنفره، بل ليُذكّره بما نسيه… أو تَناساه.
ـ عملٌ روائيٌّ ظاهرُهُ الحكاية، وباطنهُ الحِيرة؛ واقعه الغواية وخياله مجيره ، نصٌّ يبدو بسيط الملمس، شديد العمق، كأنّه قنطرةٌ تعبر بالقارئ من ظلمة الواقع إلى نور التأويل، ثم تعيده مرةً أخرى وقد تلبّس بروحٍ أُخرى، لم تكن فيه من قبل ، صحو ومنام ، وغشاوة بينهما كالسهام ، مصورة بالآلام ، مسورة بالأحلام ، مغلفة بالمرار ، تيهٌ فيها بغير قرار .
▪️أولًا: في هندسة الحكاية .. حين يكون الواقعُ جحيماً والحلمُ نعيماً
ـ مُدرِّسُ اللغة العربيّة "سمير عبيد" يعثر في وهجِ الغضب على رجلٍ يختنق في ميدان التحرير، فيسحبه مع الثائرين إلى رئةٍ هادئةٍ عند النيل .. وما إن يعود للرجل أنفاسُه حتى تنعقد بينهما صداقةٌ خاطفة، يفتح فيها "ممدوح علم الدين" أبوابَ عجائبه، ويُسقِطُ على صديقه ستارًا من غرائبه ، فيما تحويه أحواله وما تخفيه أهواله.
ـ ثم يتبدّد الرجل كما يتبدّد الحُلُم، ويظلّ سمير يطارد أثره بين الأزقّة والذاكرة .. وحين تعييه السُّبل، لا يجد إلّا أن يخلِّد غيابَه بحضورٍ آخر: روايةٌ يُفصح فيها عن حكاية رجلٍ يعيش على الحدّ بين صَحوٍ يَجرح، ومنامٍ يَمنح … بين واقعٍ مُعطَّب، وحُلْمٍ مُذهِب.
ـ يبني الكاتب حكايته على مفارقةٍ مُقيمة:
رجلٌ مطحون من عمل إلى عمل لا يكل ولا يمل من أجل توفير حاجياته وأسرته ، مسحوقٌ باليوم العاديّ، ينام فيتسلق سُلّم المجد في الحلم، ويستيقظ فيسقط من شاهقٍ إلى حُفرة…!
هذا التناوب بين صحوٍ عقيم و حلمٍ نعيم ، لم يكن مجرد تقنية سردية تحيل إلى سلاسة القراءة والمتعة والتعايش والمرونة ، بل هو المعادلة الموحية التي قامت عليها الرواية بكاملها:
ـ في الصحو… "سهام" زوجةٌ نَاشِزٌ، تضرب القلب بالسهم وراء السهم، وتجعل البيت جُبًّا من لَهَب ، وملاذاً للغضب .
ـ في الحلم… "سهى" زوجةٌ ناهد ، هي نُسخة الروح التي تجلّت في امرأة: حنانٌ فوق حنان، ورقّة فوق رقّة.
ـ في الصحو… مفتّش تموين مقهور، ضعيف الدخل، منبوذ الملامح في بيته وعمله وبين زملائه.
ـ في الحلم… أستاذٌ كبير، مفوّهٌ، مشرق الوجه والمكانة.
ـ في الصحو… وطنٌ يزدرده الظلم، ويقتله الفساد.
ـ في الحلم… وطنٌ كان يجب أن يكون.
ـ هكذا تبدو الرواية وكأنها قراءة في مأساة الإنسان بعد صراع طويل مع القهر والذل والأمل ؛ إنسانٌ لم يجد في واقعه إلا الخراب والألم ، فلجأ إلى الحلم يبحث فيه عن "وطنٍ بديل ـ زوج جميل ـ عمل فضيل "، كل تفاصيله جميلة… لأنه وطن يتخيّله لا وطن يعيشه ، وزوج يمتعه ويشبعه يعتليه فيصل للنجوم ، ليس زوج معدوم الإحساس مبتور الأساس ، وعمل يشعره بالوجاهة والأمان والرخاء ، ليس آخر يجعله في مؤخرة الوراء .
▪️ثانيًا:ممدوح علم الدين… حين يتحول الفردُ إلى أمّة
ـ لم يكن ممدوح علم الدين شخصًا يُرى، بل روحٌ تُؤَوَّل .. إنه صورة الوطن حين يشتدُّ عليه المرض، فيوشك أن يختنق، كما اختنق في لقائه الأول بالبطل .. وطنٌ يُسعَف، ثم يُفاق، ثم يحكي حكاياته، ثم يختفي من جديد، تاركًا في قلوب أبنائه مدارك لا تنطفئ.
ـ وليس غريبًا أن يجعل الكاتب بطل الرواية مدرّس لغة عربية؛ فاللغة هنا ليست وسيلة للقصّ، بل قدرٌ يُفسّر القدر .. فأنا أرى البطل من نَقل الحكاية لا من عاشها ، البطل هو سمير عبيد الذي يكتب رواية عن ممدوح… كأن الكاتب الحقيقي قد كلّف شخصية من لحمٍ ودمٍ أن تُفسّر لغز الوطن بدلًا عنه ..
وهذا تحويل فني بارع: الكاتب يتحول إلى شخصية داخل النص ، والشخصية تتحول إلى كاتب للنص، فيلتبس الحلم بالواقع، ويذوب القائل في المقُول، فيبلغ العمل ذروةً فنية تستحق الوقوف .
▪️ثالثًا: فلسفة العمل .. بين الجذب والغضب سجال
ـ صوَّرت الرواية الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية ، صورةً تعجز عن وصفها العبارات والكلمات، موظِّفًا فيها مجموعة من الوسائل حتى يرمي إلى هدفٍ يريد أن يصل به إلى القارئ؛ هدفٍ عميق جدًا يستتر خلف الكوميديا السوداء، والاحتياج الخاص، والليالي الحمراء، والخفوت، والفَتور، والعَوَز، والحاجة، والحنين، والغربة في الوطن، وجلد الذات.
ـ فلسفة الرواية تقوم على عدة محاور، كل محور فيها يجعل القارئ يتوه في غياهبه، لكنه يعود محمّلًا بكثير من مشاعر الألم تارة، والخوف تارة، والمتعة تارة، والتشرّد تارة .. وهكذا تتحول الرواية إلى مرآةٍ يرى فيها القارئ:
عَوَزَهُ
خوفَه
حنينَه
أنيـــنه
غربته داخل وطنه
ونزيف روحه تحت مطرقة الحياة.
كل ذلك دون أن يفقد النص خيط المتعة؛ بل المتعة هنا تأتي من اللغة: لغةٌ تلمع كحدِّ السيف، وتَهفو كنسيم الليل، وتلد من الجملة الواحدة عشرات الدلالات .. يُرى ذلك فيما هو آت .
▪️رابعًا: براعة اللغة… حين يصبح البيانُ بطلًا في العمل
بلغة عبقرية ، شجية ندية ، بليغة فصيحة ، سهلة مليحة ، لا سيما والكاتب هو الفارسٍ في ميدان البلاغة، امتطى العبارات والكلمات ، وألجمها بالسحر جامع الدلالات ؛ متسلحاً بالبيان دليلا ، والفصاحة سبيلا ، فأخرج لنا دُرَرًا تشعّ بالمعاني الدقيقة والعميقة، البعيدة والقريبة، الزاهية والخافتة، بألفاظٍ قليلة معدودة، ترجمت عدة من المشاعر، عدة من الأحوال، عدة من الظروف .. أشعل في نفس القارئ فتيل الغضب والوهن والقوة والضعف، بلا إطنابٍ مملّ ولا إيجاز مخلّ.
▪️خامسًا: الحبكة .. بساطة شديدة الإحكام
ـ تتجلى الرواية بحبكة بسيطة في مظهرها، عميقةٍ معقدةٍ في جوهرها .. لا تدري ما المقصود ولا أين يصل بك هذا الكاتب؛ أإلى موجود أم إلى مفقود، وأنت تسبح في بحاره تيهًا، ترجُو أن تعود، وتحبّ أن تُكمِل وتستزيد، لتُترك في النهاية – على كل من يلج إليها – أثرًا لا يزول:
خفيفًا مع ثقله، بسيطًا مع عمقه، مرنًا مع جموده، سلسًا مع صلابته، متصاعدًا عظيم الأثر، جليل العِبَر. لكنه يحتاج إلى صبر، وإلا ستسيل العَبَرات كما قطرات الماء المتراكم التي يُفتح لها سدٌّ فتُغرق من حولها كل عَمَار…فشكرًا جزيلاً يا د. عمار.
▪️سادساً: بناء الشخصيات .. بين الواقع والخيال
ـ شخصيّاتٌ حقيقيّةٌ ووهميّةٌ بين الصَّحْوِ والمَنَامِ، صوَّرها الكاتبُ وطوَّرها عبرَ الصَّفحات؛ أظهر بعضَها وأخفى غيرَها .. ففي صَحْوِهِ كانتِ البطولةُ للكاتبِ والمُدرِّس سمير عبيد، ثمَّ من بعده ممدوح علم الدين، ثم سِهام زوجتُه، مع شخصيّاتٍ ثانويّةٍ لازمةٍ لبناءِ تكوينِ الحال.
ـ وفي الحُلْمِ والمَنَامِ كانتِ الشخصيّةُ الثابتةُ هي ممدوح علم الدين وزوجتُه سُهى، ثمَّ الدكتور النّادي الذي يُشبِهُ — في المَنَام — ممدوح في الصَّحْو، مع بعضِ المفارقات التي توحي بكثيرٍ من الرمزياتِ والإشارات:
ـ ومن أهمّها: أنَّ المرارةَ والوَهَنَ والاحتياجَ الخاصَّ في شخصيّةِ الحُلْم، وهي شخصيّة الدكتور النّادي، موجودةٌ رغم المكانةِ العاليةِ والزَّوجةِ الجميلةِ الرائعة؛ فلم تَقِف هذه الثانويّاتُ سببًا أصيلًا في الوصول إلى حالة ممدوح علم الدين، لأنَّ الأساسَ أعمقُ، والسببَ أشدُّ وأقسَى .. ومَن قرأ النَّصَّ بوعيِه وعقلِه وفكرِه سيصل إلى "واقعِ الواقع"، وإلى النِّهاية التي رُسِمَت بها الأحداث، والتي تُؤسِّسُ لفهمِ المراد.
▪️سابعاً : المحصلة..رواية عن أمل ينام ليحلم بنفسه
ـ تكشف النهاية أن حياة ممدوح هي اختزالٌ لحياة أمة:
يجسدها رجل حَلم فاستيقظ ، لكن المشهد عاد كما كان ، فهرب إلى المنام .. رجل أنهكه الواقع ، فوُهِب – في الحلم – وطنًا يعيد إليه بعضًا من نفسه ، وزوجاً يشتاق للمسه ، وعملاً يرضي به شخصه .
ـ لم تكن حكاية رجلٍ بين زوجتين، ولا موظفٍ بين عملين ، بل قلب بين مصيرين:
مصيرٍ يعيشه، ومصيرٍ يريده، ومسافةٌ شاسعةٌ بينهما… هوةٌ لا يردمها إلا الحلم .. وحتى الأخير يضيع فيهيم صاحبه بين العابرين والسائرين.
▪️ختاماً.. رأيي الشخصي
ـ عمل يحمل بين طياته أفكار جريئة جداً ، بين صفحات معدودة عداً ، حالة من حالات ، حياة فيها حياوات ، وصمت يخترق الآذان ضجيجه ، وهدوء يستعر مريجه ، أحوال تعرفها ، وأهوال تألفها ، آفاق تفتح ، وعقول تسرح ، جرأة معهودة ، وأحلام موءودة ، ليست رواية للقراءة العابرة، بل نصٌّ للوعي؛ تفتح قلب القارئ كما تُفتح نافذة على ليلٍ موشكٍ على الفجر .. يوجب الوصال ويحرم الهجر .
ـ تُشعل في النفس فتيل الأسى، ثم تطفئه بقطرة أمل، ثم تعود فتوقِدُه، فلا يهدأ القارئ ولا يستكين ، بل أنين من حنين ، عملٌ كتبه روائيٌّ يعرف من أين تُؤكل كتف اللغة، وكيف تُقاد العاطفة، وكيف تُزرَع الأسئلة في أرضٍ عطشى للمعنى .. عملٌ يليق بكاتبٍ خبرَ النفس، وخبرَ السياسة، وخبرَ ما بينهما من ممراتٍ ضيقة لا يقطعها إلا الأدب حين يكون أدبًا حقًّا ، ويخاطب الأرواح صدقاً .
#أبجد
#احتياج_خاص
#عمار_علي_حسن
#مراجعات_محمود_توغان
-
Husam abd elmoghies
رأيته في الأيام الأخيرة، وقد نحل جسده، وطالت لحيته، وتمزقت ملابسه، وأوقف الحديث عن حلمه الغريب، مكتفيًا بترديد اسم امرأة لا نعرفها. من هذه السيدة التي أدركنا من وصفه أنها لا مثيل لها في الحُسن والطيبة؟ بحثنا جيدًا في تاريخه فلم نجد أثرًا"."
-
تامر عبد العظيم
ممتازة
برغم انها رواية غريبة بس تحفة وعجبتني جدااا
وده مش جديد على الدكتور عمار علي حسن




