أنا محمد من الضاحية
نبذة عن الرواية
"أنا منذ صغري أُحاسب بسبب هويّتي التي لم أخترها كجريمة لم أقترفها. مُنحت اسما لم أختره ومذهبا لم أتبعه يوما من الأيّام. أنا كذلك لم أنتق والدَيَّ.. أنا لم أنتق شيئا بل قدري هو الذي رسم خريطة حياتي." بهدوء، سحب محمّد نفسا طويلا قبل أن يقول بلسان ثقيل: "كنت مقهورا وعبثا أبحث عن الخلاص، فقرّرت أن أكذب كذبة صغيرة واعتقدت أنّني حللت مشكلتي وصرت أواجه الناس بلا خوف، وبلا خجل. ولكنّ الكذبة كبرت وثبتت في ذهني إلى حدّ أنّني صرت، أنا نفسي، أعيش فيها. وها أنا اليوم أعيش بشخصَيْـن: شخص بوجه خارجي يعامل الناس كما يحبّون وكما يتوقّعون أن أعاملهم، وشخص آخر في قلبي يريد أن يتحرّر، أو يهرب إلى مكان خال من كلّ هذا الوهم.. هذا الكذب، وكلّ هذا الظلم." لا شيء يوقظ الكراهية في الإنسان مثل الظلم والإهانة. لقد تعلّق محمّد بأكثر انتماء له عرّضه للتجريح والرفض: اسمه ودينه. ولأنّه لم يفلح دائما في الدفاع عن نفسه، استطاع أن ينجح في إخفاء هذا الانتماء في أعماقه كغول قابع ينتظر ساعة الانتقام. غادة نمر بوعلوان أستاذة جامعيّة لبنانيّة مقيمة في الولايات المتّحدة. صدر لها "سماء مليئة بالنجوم" و"قصص من ألف ليلة وليلة". "أنا محمّد من الضاحية" هي روايتها الثانية.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 368 صفحة
- [ردمك 13] 9786144429259
- دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rabab Abdulghani
عندما يطول الحلم ، تنتهي صلاحيته و يستحيل سراباً.هذا ما ظل يتردد في عقلي مع وصولي لكلمة النهاية.
كان الكاتب الكويتي عبد الهادي الجميل و رائعته ( مخيال معيوف) هما اكتشاف و مفاجأة العام بالنسبة لي.و للعلم رأيت غلاف الرواية بالصدفة علي إحدي الصفحات و شدني العنوان. فالمخيال هي عصا طويلة غليظة يستخدمها راعي الغنم للسيطرة علي القطيع ،و معيوف هو إسم علم مذكر يعني الشيء المتروك.
تدور أحداث الرواية في الكويت في خمسينيات القرن الماضي حيث كانت دويلة صغيرة تخطو خطواتها الأولي للانتقال من حياة التجارة و الصيد و الغوص علي اللؤلؤ إلي حياة ما بعد اكتشاف النفط.و في الصفحات الأولي اعتقدت أنني سأقرأ حكاية كحكايات أسفار الطين لسعود السنعوسي.حكاية من الكويت القديم علي سيف البحر و أشرعة السفن.و لكني وجدت نفسي أتغلغل بين ذرات رمال الصحراء علي اتساعها ،أتبع قطرات الماء و مواضع النجوم.
فالشخصيات هنا هم البدو الرحل و المكان هو البادية و الصحراء مترامية الأطراف يتخذونها موطناً يتنقلون فيها شمالاً و جنوباً ،شرقاً و غرباً بلا حدود أو فواصل.حتي بدأت الدويلات تتشكل و بدأت الحكومات و الشركات تفرض سيطرتها علي أراضي البترول و الثروات.
و بدأت الأجيال الجديدة تتمرد علي شظف العيش تحت الشمس الحارقة بلا هدف واضح أو حلم يتحقق و تتجه إلي حياة الحضر الناعمة حيث العلم و الوظيفة و الاستقرار.و هو ما عارضه الجيل الأقدم الغارق في بداوته ،المنغلق علي نفسه و جهله ،لا يكترث بما يحدث خارج مرمي بصره.
معيوف كان أحد أبناء هذه العائلات البدوية ،عاش ظروفاً خاصة مع أب طاعن في السن ،قاسي القلب و أخوة لا يجمع بينهم سوي الدم في العروق.
عاش علي أمل و حلم ،صبر و ثابر طويلاً لتحقيقه.و لكن هل سيبقي الحلم في انتظار مريده؟
الرواية ثرية جداً بالأحداث و المشاعر و المشاهد القوية. ثرية جداً بشخصياتها و بأدق التفاصيل لحياة البادية .
الأسلوب شيق و السرد سلس متتابع يجذب القاريء حتي الصفحات الأخيرة من الحكاية.
اعتمد الكاتب اللغة الفصحي البسيطة مع بعض المفردات اللازمة للبيئة و الحيز المكاني و الزماني للرواية في السرد،و أيضا مفردات قليلة من اللهجة العامية الكويتية و العراقية في الحوار،و لكنها تظل مفهومة للقاريء من الجنسيات الأخري،مع وجود فهرس في نهاية الرواية بمعاني هذه الكلمات.
❞ لا شيء يخفّف من ألم الإنسان أكثر من لومه الآخرين. اللوم أسهل وسائل تعايش الإنسان مع آلامه وهزائمه في الحياة. لهذا، يبحث الإنسان عن شخص يلومه، أكثر من بحثه عن شخص يحبّه. ❝
❞ لا شيء يمنعك من دخول الصحراء، ولكن ألف شيءٍ سيمنعك من مغادرتها، أبسطها الظمأ والسراب والتيه. لا أحد ينجو من الصحراء مهما بدا سليمًا ومعافى، والبدو يعرفون ذلك جيدًا. ❝
❞ الصحراء واحدة، لا توجد صحراء جديدة وصحراء قديمة. الصحاري بلا ذاكرة ولا ماض أو مستقبل، سمتها الوحيدة الرتابة. لا صحراء بلا رتابة. ❝
رواية رائعة،تستحق القراءة.


