من ذاكرة التاريخ - إشراق شلبي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

من ذاكرة التاريخ

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

في الأمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، جعلوا حياتهم لله وقدموا لخدمة دينهم وأمتهم الغالي والنفيس جعلوا همهم الله ورسوله واتبعوا الحق الذي عرفوه أخلصوا وكان الحق والإيمان سمتهم. عندما فكرت في فكرة هذا الكتاب كانت الشخصيات تتبادر لذهني، ما بين صحابة عظماء تغلغلت سيرتهم في أرواحنا تنسج وجداننا وتؤثر في شخصياتنا وسلوكياتنا وتبادر لذهني أيضا تابعين عظماء كانوا شموسا في سمائنا ونورا يضئ حياتنا ومن بين هؤلاء الرجال برزت سيرة فقهاء وعلماء عكفوا على كتاب الله يدرسونه وعلى السنة النبوية يدونونها ويحققون الأحاديث النبوية وقد وهبوا حياتهم وكرسوا جهدهم لطلب العلم ليتركوه لنا عذبا سلسا رقراقا.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
24 مشاركة

اقتباسات من كتاب من ذاكرة التاريخ

شريح القاضى

عجيب أمر ذلك الرجل

يوليه عمر بن الخطاب القضاء وفى المسلمين الصحابة الذين ازدانت الدنيا بعلمهم وفقههم وورعهم

اختاره عمر بل لجأ إليه بالقضاء واحتكم عند بمسألة

كان شريح رجلا يمنيا الأصل كندى العشيرة لما وصله الإسلام آمن واهتدى ولكنه لم يتمكن من المجئ للمدينة لمقابلة النبي في حياته

نهل الرجل من مناهل العلم والفقه وقد كان فذا متقد الذهن حاد البصيرة ورعا تقيا معروفا بين قومه

فلما ولاه عمر القضاء واختاره لم يكن شريح رجلا مغمورا آنذاك ولكنه رجل يعرف الجميع قدره ومكانته فزان مجلس القضاء

وعرف الخلفاء كلهم قدره فجددوا له ولاية القضاء فعمر ومن بعده عثمان وعلى ومعاوية

ظل بالقضاء ستين عاما حتى طلب هو إقالة نفسه في زمن الحجاج

ومواقفه كثيرة وقصصه تناقلتها الكتب والألسن لطرافتها وعظمتها

فهاهو موقف عمر يذهب إليه مختصما فيبحث شريح عن الأدلة والشهود ولا يهمه أن يكون أمامه خليفة أو رجل فقير من الرعية

يحكم بالحق ولو كان على ولده بل انه قد يحكم لذمى على مسلم

من ذلك قصة طريفة حيث اختصم يوما الخليفة على بن أبى طالب هو ورجل ذمى

فقد ضاعت للخليفة درع غالية عليه فذهب للذمى وقال له أنها ملكى فأنكر الذمى وقال بل هي لي

طلب الرجل الإحتكام لشريح فوافق الخليفة

ذهبا لشريح جلس الخصمان لايعلو أحد منهم على الآخر

كلاهما يروى مسألته .

طلب شريح من على أن يأتي بالشهود الذين يثبتون صحة كلامه

أخبره على أن شاهداه هما مولاه والثانى هو ولده الحسين

فقال شريح أنا لا أعتد بشهادة الولد لأبيه

فقال على ولكنه سيد شباب أهل الجنة

أجابه شريح ولكنه ولدك وفى طريقتى لا أعتد بشهادة الولد

عندها قام على قائلا لا حول ولا قوة إلا بالله خذها أيها الرجل فليس لدى شهود غيرهما

عندها تغير حال الذمى فقال لا يا خليفة بل هي لك والحق معك وأنا تبعت الجنود في المعركة حتى أخذتها يوم وقعت الدرع في صفين

وزاد الذمى عن القول بقول أعظم إذ شهد أن لا اله إلا الله

يقول أسلم وادخل في هذا الدين الذي أجد فيه خليفة يحتكم لقاض وقد كان من الممكن أن يسلبنى ما يريد وهو قادر على ذلك

وقاض يحكم للذمى على المسلم فأى دين هذا ؟

دخل الذمى الإسلام وحسن إسلامه وقاتل في النهيروان وأبلى أحسن البلاء ونال الشهادة

من طريف القصص عن شريح القاضى أنه كان له ولد وأتاه يوما يخبره بخصومة له مع جماعة من الناس فقال له شريح هات القوم لدى بالمجلس لأحكم بالأمر

أتى الشاب بالقوم فحكم شريح لهم ضد ولده وحبس الابن وأعطى القوم حاجتهم

عندها سأله ولده لماذا فعلتها وفضحتنى ولم تخبرني حين سألتك وقتها ؟

أجابه شريح خشيت ياولدى أن أخبرك بحكمى فتذهب وتصالح الناس على أمر ينقصهم حقا من حقوقهم

رجل كشريح اجتمع له العقل والحكمة والورع والعدل وحسن الرأى

كان يعظ الشهود قبل الحكم وكان ينصح للناس ولأصحابه

عرف عنه حلاوة شعره وجمال حديثه

توفى وقد بلغ حوالى مئة وسبع من الأعوام وقد خلف سيرة وكتبا وآراء لا زال يهتدى بها ويضرب بها الأمثال

مشاركة من Eshrak Shalaby
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب من ذاكرة التاريخ

    1