اقتباسات من كتاب مكتباتهم

❞ أليست مكتباتنا التي نعتقد أنّنا بنيناها كتاباً كتاباً هي نفسها مكتبات تكشف كلّ لحظة عمّا يفاجئنا، عمّا يشذّ عن ترتيباتنا، وعمّا يجعلنا نعتقد أنّ مكتباتنا هي نفسها حظّ تاريخي ينكشف كلّ لحظة نقلبّ رفوفه، ثمّ ما يلبث أن ينغلق إلى ❝

❞ ماذا لو تخيّلنا أنّ هذه المكتبة ليست سوى كتاب واحد لا غير؟ كتاب وإن ضبطت اليدُ إيقاعَ تصفّحه، إلا أنّ العين لم تتمرّن بعد على قراءة خارطته، كتاب ينفلت ما إن يُمسَك، لا شيء فيه يعاد أو يتك ❝

❞ نعيشُ كلّنا، نحن القرّاء، وبنا عطش لزيارة مكتبات لم يلجها غيرنا، ربّما فِعل الدخول وحده دون تصفّح أيّ كتاب له لذّة فائقة، أن تحصي عدد المكتبات التي زُرتها لا يقلّ متعة عن إحصاء عدد الكتب التي قرأته ❝

❞ ذلك الفصل وحده يتوقّف زمن السرد ونغرق فيما يشبه الحلم مأخوذين بما يقفز من الرواية المفتوحة بين أيدينا، وفي ذهننا سؤال واحدٌ: كيف يعقلُ أن ينطوي المتناهي على اللامتناهي؟ كي تسكن هذه المكتبة اللاحدّ لها في هذا الكتاب ❝

❞ لاشكّ أن كلّ ما رسمناه من سياسات في أذهاننا آيل إلى تغييرٍ لحظةَ ولوجنا المكتبة التي لم نتصوّرها إلا حلماً. ❝

❞ امتلكا سرّ المكتبة فامتلكا العالم ❝

❞ مهنة القارئ أصعب وأشقّ وأخطر من مهنة الكاتب ❝

❞ فالكتّاب لا يمكن التّعويل عليهم في الاضطلاع بدور القرّاء، هم في الغالب الأعمّ قرّاءٌ سيّئون، وغالباً لا يقرؤون إلاّ أنفسهم. وحاجتهم إلى القرّاء تفوق بكثيرٍ حاجة القرّاء إليهم ❝

❞ اِجتياح الكتب للعالم وتضاعف أعدادها بشكل لا يعرف التوقّف ينطوي في العمق على مسألة أخطر، وهي تضاعف عدد الكُتّاب بشكلٍ مريع، وتضاؤل نسبة القرّاء، حتّى ليكادون يصيرون جنساً عزيز المنال! ❝

❞ هنا ينبغي الاعتناء بمسألة جرد الكتب التي جمعها المفكّر قيد حياته ودراستها دراسة خارجية، محض وصفية، غير مغرقة في التفكير، قدر اعتنائنا بدراسة كتبه ومساءلة مقروئه. لأنّ فكّ أسرار الجمع والتصنيف ورسم الطُّرق السريّة للحدائق المتشعّبة الداخلية للمكتبة، لن يقلّ ❝

❞ كلّ الكتب، وإنّما المهم تلك الكتب التي تتواشج وتأخذ بأيدي بعضها لتشكّل حلفاً استثنائياً داخل المكتبة. ❝

❞ المكتبةُ خطّ بين نقطتين، مسارٌ مهما تشّعب وطال له بداية ونهاية. ❝

❞ حصان نيتشه لكيليطو توصيف رائع لحالة القرّ ❝

❞ النملُ فوق الصّفحات دؤوباً في سعيه إلى نقل كلام أستاذ التوحي ❝

❞ فنملُ الحروف يتحرّك وحدهُ فوق بياض الصّفحة.. أمامك الجُمل ❝

❞ أنّ ما يعبر الذهن لحظة الجلوس إلى كتاب، هو الكتاب نفسه.. ❝

❞ أيّ فكرة تعبرُ الذهن لحظة الجلوس إلى كتاب؟ ❝

❞ أ. ب: صدقاً لا أدري! لا أدري حتّى إن كان ما يزال بمقدوري أن أدّعيَ إمكان التّخلّي عن الكتب، أخشى أنّها هي من بات يتخلّى عنّي… أبدأ القراءة فيبدأ جسدي المتعب في إظهار كلّ آليات المقاومة، أقلّها النّوم!

⁠‫م. أ: والنّوم ❝

❞ م. أ: القراءة إذن عودةٌ دائمةٌ لما سبقَ أن قرأناه…

⁠‫أ. ب: عودٌ أبديٌّ، لكنّه عودٌ يجعل الكتاب يشعُّ ببريق مختلفٍ، كأنّك تقرؤه أوّل مرّة: في النّهاية لن تقرأ الكتابَ الواحد مرّتين. جميع الكتب كُتب رملٍ. وتلك التي لا تضيء ❝

إنّ المكتبة أبدية!