"ذكري عهود"
وصلةً لرحم الأدب، وبرًّا بآله، نهضتُ لتحقيق أمنية الزيات التي ظلَّ يتمنَّاها نحو أربعة عقود منذ كتب مقاله الأول الذي اعتبره مقدمة لكتابه إلى حين مفارقته للدنيا قبل أن يراه مطبوعًا موسومًا بالاسم الذي سمَّاه به قبل أربعين سنة " ذكري عهود "
قام الدكتور عبد الرحمن بمجهود أكثر من رائع في تجميع ذكريات الزيات من كتبه ومن مقالاته في مجلة الرسالة وغيرها التي كان ينشر بها ،كما وضع مقالات لم تُنشر من قبل وتظهر لاول مرة في هذا الكتاب ، ورتَّبها وقيمها على عهود حياته مابين الطفولة والشباب والكهولة
تجد في تلك العهود ذكريات الطفولة والصداقة وأحوال القرية بين الامس واليوم ومناظر الاحتفالات والاعياد والشخصيات التي تأثر بها من قريته ، بداية معرفة الأدب والقراءة وذكريات الأزهر وأصدقاء الدراسة طه حسين ومحمود زناتي ، ذكريات ونوادر عن الفترة التي قضاها في العراق والشخصيات التي قابلها وتعرف عليها هناك من ملوك وأمراء وشخصيات أدبية ، وعن كتابه الذي لم يظهر للنور " العراق كما رأيته "
وحديث ممتع عن مجلة الرسالة وكيف كانت البداية والعدد الاول وصولا للعدد الألف والتوقف الاول والثاني ، وفصل اخر رائع بعنوان " أنا وهؤلاء" وحديث الزيات عن أدباء ومثقفون وأصدقاء له العقاد والمازني وطه حسين وسعد زغلول وغيرهم
كتاب عظيم تكتشف معه مراحل حياة وذكريات كاتب وأديب عظيم كان له دور كبير في الحياة الأدبية في مصر وخارجها ، وتستمع بلغة وأسلوب كتابة بديع
يستحق الدكتور عبد الرحمن كل التقدير والاحترام علي ما يقدمه لنا
