اقتباسات من كتاب أصابع بيضاء وسوداء

‫ لَو يعرفونَ أنَّ الفيلَ أهدَى العالَمَ أجملَ وأرقَّ الأَنغامِ! قلتُ في دهشةٍ: الفيلُ!

‫ هَزَّ رأسَهُ في ثقةٍ وأشارَ لأصابِعِ البيانو قائلًا:

‫ أصابعُ البيانو تلكَ صُنِعَتْ مِنَ العاجِ الذي يوجدُ في أنيابِ الفيلِ!

إلى أصابع من نور لونت العالم بأرق وأعذب الأنغام ‫ إلى من يلهمني دومًا كل جميل إنسانيًّا وفنيًّا، إلى الراقي العظيم الموسيقار الكبير عمر خيرت، فارس البيانو، مدرسة متفردة من الجمال والرقي نتعلم منها كل جميل، إليه أهدي هذه القصة .

اعزِفْ دائمًا اللحنَ الخاصَّ بِكَ الذي يُعبرُ عَنْ إحساسِكَ ويرسمُ ملامحَكَ في عُيونِ الآخرينَ.

الملامحُ يا ري مي لا ترسمُ لَنا دائمًا صورةً صادقةً للأشخاصِ، كثيرونَ ملامحهُمْ رقيقةٌ وأجسامُهُمْ رشيقةٌ لكنَّ قلوبهُم قاسيةٌ ومشاعرهُم جامدةٌ.

قالَ: عددُ أصابعِ البيانو ثمانيةٌ وثمانونَ.. مِنها اثنتانِ وخمسونَ أبيضُ وستٌّ وثلاثونَ أسودُ!

‫ الأبيضُ أكثرُ مِنَ الأسودِ.

‫ الخيرُ دائمًا ينتصرُ على الشرِّ مَهما طالَ الوقتُ..

‫ لو نجحَ الغشاشُ مرةً لنْ ينجحَ بالغشِّ كُلَّ مرةٍ..

مع بدايةِ العامِ الدراسيِّ انضم لصفنا طالب جديد اسمه نبيل. ولضخامةِ جسمِهِ وملامحِهِ الكبيرةِ، أطلقَ عليهِ الطلبةُ اسمَ (نبيل الفيل).

‫ سَخِرَ الجميعُ منهُ وقرروا الابتعادَ عنهُ وعدمَ إشراكِهِ في أيِّ نشاطٍ وأنَّ مَنْ سيصادقُهُ لَنْ يكونَ صديقَهُم..

يرنُّ جرسُ الفسحةِ، تتسابقُ الطلبةُ للوصولِ للفناءِ وأسبقهم أنا لحجرةِ الموسيقَى..

‫ لألتقي الأستاذَ عمرَ وصديقنا المشتركَ: البيانو، يُدَرِّبُني على العزف على أصابعهِ الرشيقةِ.