مسبار الخلود > مراجعات رواية مسبار الخلود
مراجعات رواية مسبار الخلود
ماذا كان رأي القرّاء برواية مسبار الخلود؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
مسبار الخلود
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نهى عاصم
مسبار الخلود
للكاتب شريف العصفوري
في غلاف الرواية كتب الأديب كلمات من ذهب عن علاقته بوالدته، لخص علاقتي وأمي بصورة لم أكن أستطيع التعبير عنها ..
ثم يبدأ الكاتب روايته بعام ٢٠١٨ متسائلًا من أو ما هو البطل؟ وقائلًا:
" أي عصر هذا الذي نعيش فيه، عندما تساوت تذاكر السيرك مع تذاكر
المخدرات؟ ".
ويقول عن الكتب مقولة تلخص حياتي معهم:
"تكومت على جانب سريري كتب قرأتها أو أقرؤها،ثنيت أطراف من روايات، الكتب تتشابه شخوصها مع شخصي أو وصف لأحداث تقارب أحداثي، أو نهايات مبتكرة لمآزق وقعت أنا فيعا، أو حكمة وصلت أليها وحكم أخرى وددت لو وصلت إلى أعتابها".
في بداية الرواية يظن المرء أن الحديث عن شخصية ما غير معروفة ولكنني كنت أعلمها وبمرور الصفحات عرفت أنها بصوت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وهو في عمر مائة عام أي أنه يحدثنا في زماننا هذا ..
جمال الذي أحب أمه حبًا عظيمًا، والذي أطلق على والده طوال الرواية لفظ"هو" غاضبًا منه طوال عمره..
ودافع عن المرأة وساندها ..
غير الكاتب اسم الرئيس ل أحمد جمال، وأعطى زوجته وحب حياته اسم فتحية، وكذلك باقي الرؤوساء، وجعل الكاتب من مصر شركة ترأسها هؤلاء "الشركة المتحدة"
عام ٥٢..
ثم يأتي يحدثنا عن تحية، المرأة التي أحبها بعد عقود من موت فتحية، المطلقة الثائرة التي يلتقيها في ميدان التحرير-ولعي وعشقي- في ٢٠١١..
المرأة التي اعتقدته في الخمسين من عمره وهو تعدى التسعين والفضل في ذلك يعود إلى سر الرواية "مسبار الخلود"..
تتنقل بنا الرواية في عدة أزمنة بدون ترتيب ويختار الكاتب أعوامًا معينة تكون عنوانًا للمشهد أو الفصل ثم نجده يكتب مشهدًا بعنوان "اعترافات الشتاء"للأميرة شويكار،ثم يعود للأعوام ثم "اعترافات الربيع" للملكة نازلي، وهكذا يتنقل بين الأعوام واعترافات الفصول الأربع..هذه الفصول تعبر عن الحياة في حقبة زمنية في تاريخ مصر ..
حتى أن الكاتب يتطرق إلى المستقبل عام ٢٠٢٢ ..
يشير الكاتب كثيرا لاختلاف الطبقات في مصر ؛ ما بين أولاد العوام وأولاد الباشاوات والباكوات، ما بين الفقر المدقع والغنى الفاحش، الشراكسة والعرب أولاد العرب..
يمتاز السرد بالبساطة وخفة الظل وبأسلوب يشابه إلى حد ما أسلوب المقالات الصحافية ..
إلا أنه كمسباره يسبر غور المشاعر قائلًا:
" ما أن تكلمت أنا حتى حكيت قصة وفاة أمي، لم أدرك إلا حينها أن جرح الفقد لن يزول من داخلي، عندما يتحدث أي إنسان بعاطفة متقدة عن تجربة أليمة يتشارك فيها مع الآخر، تسقط فورًا كل الفواصل بين الغرباء، محرك التعاطف يدور ويزأر".
لا أدري هل يميل الكاتب لجمال عبد الناصر أما أنه يكتب بحيادية عن لسانه كما لو كان بالفعل حيًا بين سطور الرواية فنراه يقول على لسان ناصر:
" تزامن ميلاد ابني الأصغر مع تمكني من رئاسة مجلس إدارة الشركة التي أسستها مع جماعة من زملائي، كان ذلك بمثابة إعلان انتصار، فلقد انقشعت الحجب عن حلمي المتكرر أنني موجود لإحداث شيء كبير ومهم في هذا العالم، فلقد أسست شركة وغيرت وجه السوق المصرية، وتزوجت وأنجبت بتعداد الكف الواحدة قبل أن أبلغ الأربعين من العمر".
ولكن لا نلبث إلا أن نقرأ للكاتب عن لسان جمال ثانية أن صورته صلبة لدى الزملاء و:
"أردت أن أكون نموذجًا مغايرًا ل "هو" أو والدي، في العمل رغم كل محاولاتي صنفرة وقعي على من حولي، كنت نموذجًا أفظع ل
"هو" الباطش القاهر".
"أحيانًا كثيرة كنت أستدعي من ذاكرتي حلمي القديم بالتمثال الصحري الذي أكونه، وأتساءل هل أكون فعلًا فرعونًا مثل رمسيس الثاني؟ أعرف أن إحساسي الداخلي يرفض هذا التصوير، فمثل ذلك الوجود الحجري الصلب يليق أكثر بوالدي وليس بي".
فندرك حيادية الكاتب في السرد أكثر حينما يقول:
" جمال عبد الناصر لم يكن له عشر شجاعة سعد زغلول ليكتب بصراحة عن نفسه في مذكراته، أو لعل ملاك الموت غافله قبل أن يصل للكتابة بصدق، حتى يظل بيننا مغفلون يعبدونه".
تنقل الكاتب بمهارة ورشاقة بين مصر كشركة يديرها جمال وبين مصر كدولة وكلاهما واحد بالطبع ولكنه تمكن من التنقل بينهما بصورة لا تحير القاريء..
ويختتمها بأسلوب مرح يخفف من وطأة أخبار مصر على مدى عقود وعقود..
#نو_ها
السابق | 1 | التالي |