اقتباسات من رواية شيدا والطيف الأبيض

حُــــــــبّ ‫“مولد المعجزة” ‫ أهل الكفر ملتفون حول دار الشيخ “جبيل” الذي وقفَ ساكنًا في أحد الأركان قرب باب الدار مواجهًا للغرفة التي ينجبس منها الصراخ تتحرك الخادمات كخلية النحل في تنظيم وهدوء كأنه تكتيك حربي قد تدربن عليه .

مبتدأ ‫ متقوقع على الأرض أمام سريره البارد، معلَّق بصره بالنافذة التي تكاد تلامس سقف الغرفة، يتأملها فلا يجد لها مقبضًا، تمامًا كباب سجنه جال ببصره في الأرجاء فلم يرَ شيئًا سوى ذلك البياض المحاصر له، فتخيل وجود جنود متخفية، تتلحف هي الأخرى بالأبيض.

“إنها زهرة!، اسمها زهرة” ولم تحل عودة تلك الذاكرة إليه دون التساؤل عن سرِّ اختفاء الوجه المألوف وعن مكانه؛ إن كان هناك أمكنة أخرى غير ذلك الذي وجدَ نفسه فيه، وإن كانت غشاوة هذا الدخان الذي يحيط به تخبئ أشياء أخرى.

سُلب القدرة على التفرقة بين الزمان والمكان وبين اللمس المادي والشعور الذي لا تراه عيون الجسد الفاني اكتشف أنه هام طويلًا كدخانٍ مصقولٍ، وأنه كان يحوم حول ذاته الجديدة ظنًّا منه أنهما فردان بلا زمن يفصل بينهما ‫.

منحوني تلك العزلة مع صديقي المستور عن الجميع، والتي ساعدتني على استجماع كل مناحي تركيزي لأختبر المزيد؛ لذلك أتوجه إلى خوفكم من المعرفة، وذُعركم من الغرابة وعشقكم للمألوف واكتفائكم بالمعروف بكل الشكر والامتنان على تلك الفرصة التي لن تتكرر إلا في حياة أخرى وربما لن تتكرر على الإطلاق.